يتناول كتاب "رؤى متقاطعة حول المجتمعات الأمازيغية"، والذي أنجزه أربعةُ باحثين في "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" بالرباط وصدر العام الماضي عن المؤسَّسة نفسها، جُملةً من المواضيع والمسائل المرتبط بالمجتمعات الأمازيغية في المغرب، انطلاقاً من نتائج عدد من الدراسات التي تناولت هذه المجتمعات وثقافتها ومؤسّساتها قبل الفترة الاستعمارية وخلالها وبعدها.
مُعتمداً منهجيةً متعدّدة التخصُّصات؛ مثل الأنثروبولوجيا والتاريخ وعلم الاجتماع، يُقدّم العملُ قراءةً نقدية في أعمالٍ أساسية تناولت مسائل؛ مثل: النظام القبَلي أو الجماعاتي الأمازيغي، إنْ في بعده المجالي أو التنظيم الاجتماعي، والهياكل الاقتصادية والتغيُّرات المجتمعية.
أوّل أمس الخميس، جرى تقديم الكتاب في "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية"، بحضور باحثين ومهتمّين بالشأن الثقافي الأمازيغي؛ من بينهم الخطير أبو القاسم، مديرُ "مركز الدراسات الأنثربولوجية والسوسيولوجية" في المعهد، وأحدُ المشاركين في تأليف العمل.
وقال أبو القاسم، في مداخلته، إنّ المؤلَّف يأتي ضمن سلسلةٍ من الأبحاث الجماعية التي ينجزها باحثو المركز بغيةَ "فهم الوضع الحالي للثقافة الأمازيغية"، مضيفاً أنَّ المركز، وبعد أن أعدَّ مجموعةً من الدراسات التي تناولت الممارسات الثقافية وتأثير التحوُّلات الاجتماعية عليها، انتقل، من خلال الكتاب، إلى إجراء قراءة نقدية لبعض ما كُتب حول المجتمعات الأمازيغية، لا سيما ما يتعلّق ببُناها الاجتماعية وأُسسها ومجالها الترابي وعلاقتها بالسلطة".
وأضاف أبو القسام أنَّ العمل "يفكّك بعض التصوُّرات الخاصّة بالمجتمعات الأمازيغية، ويضعها في سياقها الاجتماعي والسياسي، ويسائل المنهجيات لفهم ما تقدمه من معطيات".
يُذكَر أنّ الكتابَ يضمّ ستَّ دراساتٍ؛ هي: "المجتمع والقبيلة في الأوساط الأمازيغية: عودةٌ حول الإنتاج الإداري والسوسيولوجي في ظلّ الحماية الفرنسية" للخطير أبو القاسم، و"قبائل زمّور خلال فترة التمرُّد القبَلي.. نظراتٌ موجزة وأحكام إصلاحية" لحمّو بلغازي، و"التحوُّلات السوسيو- اقتصادية في منطقة سوس" و"بنو درار والتجارة: دراسة لتجّار الأطلس الصغير المقيمين في مدن شمال المغرب" لمحمد أوبنعل، و"المجال ومؤسّساتُ القبائل في أدب الرحّالة/ المستكشفين الفرنسيّين"، و"المجال ومؤسّسات القبائل الأمازيغية في ظل الحماية الفرنسية" لمبارك وَنْعيم.