اختتمت، في الدوحة، هذا المساء، أشغال اليوم الأول من "المنتدى السنوي لفلسطين"، والذي يُنظّمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"مؤسَّسة الدراسات الفلسطينية" على مدار ثلاثة أيام (28 - 30 كانون الثاني/ يناير)، وتُقدَّم خلاله قرابةُ 62 ورقةً علمية محكَّمة تُعرض في جلسات متخصّصة، إضافةً إلى عدد من ورش العمل العامّة التي تخصّ الشأن الفلسطيني.
استُهلّت أعمال اليوم الأول بجلسة افتتاحية ألقى فيها طارق متري، رئيس مجلس أمناء "مؤسَّسة الدراسات الفلسطينية"، الكلمة الافتتاحية، ثم قدّم عزمي بشارة، المدير العام لـ "المركز العربي"، محاضرةً افتتاحية تطرّق فيها إلى العلاقة بين الخطاب الأكاديمي بشأن فلسطين والتأثير في صنع القرار، وضرورة وجود إطار عامّ يجمع الفلسطينيّين من شتّى أماكن وجودهم. كما تناولت المحاضرة أزمة المشروع الوطني الفلسطيني، والاستراتيجية المأمول أن ينخرط الفلسطينيّون فيها.
تبِع ذلك جلستان. حملت الندوة الأُولى من الجلسة الأولى عنوان "الاستعمار الاستيطاني: حالة فلسطين" وأدارها مروان قبلان، وفيها ناقش نديم روحانا، ومارك مهند عيّاش، وكارولين لاند، وزينة جلاد، الجوانب المتعدّدة للاستعمار الاستيطاني في حالة فلسطين، بالنظر إلى المواطنة وحقّ الانتماء في الدولة اليهودية، والعلاقة بين الصهيونية والقومية والاستعمار الاستيطاني، والمحاولات الإسرائيلية لمحو الآخر وفرض سردية مهيمنة.
تُقدَّم قرابةُ 62 ورقةً علمية محكَّمة على مدار ثلاثة أيام
أمّا في الندوة الثانية التي حملت عنوان "فلسطين في القانون الدولي" وترأّسها محمد علوان، فعرضَ الحسين شكراني وسيف يوسف ومحمد الوادراسي، أوراقاً تتمحور حول فلسطين في القانون الدولي من منظور التعويض عن الأضرار البيئية، واللاجئين وحق العودة، وتطبيق العدالة الجنائية الدولية في فلسطين.
وفي الندوة الثالثة التي حملت عنوان "فلسطين في القانون الدولي" وترأّسها عبد الوهاب الأفندي، تطرّق مايكل ر. فيشباخ وعبد الله موسوس ونوغ نيوي أسانغا فون ومنى عوض الله، إلى القضية الفلسطينية في السياق الدولي من منظور مقارَن، وبالتحديد مع الولايات المتحدة وكشمير وأفريقيا.
أمّا الجلسةُ الثانية، فكان "فلسطين أمنيّاً: جوانب من التقنيات الاستعمارية" عنواناً لندوتها الأُولى التي ترأّستها سناء حمودي، تناولت جوانب مختلفة من التقنيات الاستعمارية الأمنية، وتحدّث فيها يوسف منير وبيترو ستيفانيني ونور عرفة وأريج صباغ-خوري، عن شبكة القمع الإسرائيلية العابرة للقوميات، ووحدة تنسيق أعمال الحكومة، وبرامج تعزيز الفاعلية المحلية في مكافحة التمرد، والمرونة المناهِضة للاستعمار في القدس.
وحملت الندوة الثانية، التي ترأّسها سلام الكواكبي، عنوان "أنماط في المقاومة الفلسطينية"، وفيها قدّم طارق راضي وخالد عنبتاوي وأحمد أسعد، ومصطفى شتا وأيمن يوسف أفكارهم عن ملامح هبّة الكرامة وتجربة المسرح الوطني.
وحملت الندوة الثالثة والأخيرة في الجلسة الأُولى عنوان "فلسطين في الخطاب الأكاديمي/ المعرفي" وأدارها إبراهيم فريحات، وناقش كل من إيلان بابيه وبلال سلايمة وعبد الله أبولوز وسجى الطرمان، موقع فلسطين في الخطاب الأكاديمي/ المعرفي والاتجاهات المستقبلية لهذا الخطاب، وإنجازات حقل الدراسات الفلسطينية وتوجهاته المستقبلية.
كما انعقدت في ختام اليوم الأوّل للمنتدى ورشتَا عمل؛ الأُولى حول "فلسطين في استطلاعات الرأي"، وترأّسها مهدي مبروك، وتحدّث فيها شبلي تلحمي عن "التحوّل في الموقف الأميركي تجاه فلسطين/ إسرائيل"، في حين تحدّث محمد المصري عن فلسطين في الرأي العام العربي وفق نتائج استطلاع المؤشر العربي الذي ينفّذه المركز العربي. وفي الورشة الثانية التي ترأّسها غسان الكحلوت، قدّم محمد أبو نمر ولورد حبش وتامر قرموط، أفكارهم حول الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني وآفاق المصالحة.
تستمرّ أعمال "منتدى فلسطين" حتى بعد غدٍ الإثنين؛ حيث تُقام جلستان كلّ يوم (ثلاث ندواتٍ في كلّ منهما)، تتبعها ورشتَا عمل. كما تتزامن مع المنتدى أعمالُ ندوة "الكتابة التاريخية في فلسطين" التي تنظّمها دورية "أسطور" للدراسات التاريخية غداً وبعد غدٍ.