قبل ثمانية أعوام أُعلن عن النسخة الأولى من مهرجان "بيروت للأفلام الفنية والوثائقية"، ورغم ما مرّ على المدينة خلال هذه الفترة من أزمات وأوبئة وانفجارات، غيّرت من ملامحها، إلّا أنّ التظاهرة بقيت مستمرّة خلال السنوات السابقة.
اليوم يعود المهرجان لينطلق من جديد بنسخته الثامنة، وتستمرّ فعالياتُه الحضورية حتى الثامن عشر من هذا الشهر. عشرة أيام ستحمل معها أكثر من 40 عرضاً، إلى جانب ندوات وجلسات نقاش، وعروض فنية.
وتُقام أنشطة هذه الدورة على "مدرّج سمير أبي اللمع" وفي "مؤسسة عبد الله لحود" التابعين لـ"لأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة". على أن تُستكمل العروض الافتراضية (أونلاين) عبر منصة "زووم" ابتداءً من 4 كانون الأول/ ديسمبر المُقبل وحتى 24 أيلول/ سبتمبر 2023.
وكما في كلّ عام، يختار المهرجان شخصية فنية عالمية ليكون الحدث معنوناً باسمه كخطوة تكريمية، وقد حملت هذه النسخة اسم الكاتب والمخرج الإيطالي الراحل بيير باولو بازوليني (1922 - 1975)، الذي يُصادف هذا العامُ مئويةَ ولادته.
وتنتظم الفعاليات المتعلّقة بصاحب "ماما روما" (1962) في أربعة أيام، ويعالج كلٌّ منها جانباً من اشتغالاته، وفقاً لأربعة مواضيع، هي: "بازوليني والميثولوجيا"، و"بازوليني والشعر"، و"بازوليني والسينما"، و"بازوليني والسياسة". كما تسلّط التظاهرة الضوء على حياة المخرج الإيطالي من خلال محاضرتين: "بازوليني: الشباب الأبدي" للكاتب الإيطالي روبيرتو ديدييه، و"الشاعر غير الشعري" للفرنسي بول مانييه.
ومن المرتقب عرضُ مجموعة من الشرائط التي صنعها الراحل مثل: "المتشرّد" (1961)، و"النظرية" (1967)، و"ميديا" (1969)، وأُخرى تتناول سيرة حياته مثل العمل الذي وقّعته هلا حبشي ويحمل عنوان "إذا عدت: إرنست بينون إرنست وشخصية بازوليني" (2016).
وعلى برمجة التظاهرة أيضاً طاولتان مستديرتان، الأولى تجمع كلّاً من الباحثة والمصوّرة هدى قساطلي مع الباحث جوزيف رستم، حول دور الصورة في حفظ الآثار. والثانية مرتبطة بفيلم "3000 ليلة" للمخرجة مي مصري، وتجمع هادي زكاك وزينة دكاش.
إلى جانب ما سبق، تنتظم في المهرجان أفلام مختلفة، منها: "بوتيتشيلي: فلورنسا وميديتشي" لماركو بيانغياني، و"البحث عن الطرب" لساندرا جيسي وأحمد عبد المحسن، و"جان ميشيل باسكيات: الفنان المطلق" لبيار بول بولغيز، و"دوار الشمس" لديفيد بيكرستاف، و"أوسكار نيماير: مهندس معماري ملتزم بقرنه" لمارك هنري واينبرغ، وغيرها.