1
هذا الكلب يكره الدرّاجات الناريّة.
يعدو ينبح خلفها كالمجنون
مع أنهما،
المدجّنان الأليفان،
شريكان في الهَمّ:
هو يركض بأربع قوائمه،
يلهث،
يجعر،
يتدلّى لسانه حتى يملّ أو يتعب.
وهي تلهث،
تجعر،
(لا لسان لها يتدلّى)
ويظلّ سائقها معتكفًا في حديده فوقها.
مؤخرًا فهمتُها:
هذا كلب يكره الاستغلال،
يقترب مُنهكًا من الدراجة المنهكة
فقط ليعضّ قدم سائقها انتصارًا لها.
2
الكلب الذي دخل المقهى الآن عجوز.
واضحٌ من ذيله المطأطأ
وفمه المفتوح
ربما لارتخاء عضلات إطباق الفكين.
زالت الحمرة من لسانه
ليس لديه سوى ارتجافة متسارعة
تتردّد في جسده الهزيل
كريح على صفحة ماء.
حين طلب بنظرة مستعطفة أن ألتفت اليه،
نظرتُ طالبًا منه إبقائي في لامبالاتي،
اللّه يرضى عليك ويوفّقك،
وإعفائي من التضامن في هذه الساعة المتأخّرة.
مع ذلك استجمعتُ رأفتي
وأودعته نصف نظرة فقط،
نظرة ينقصها الاهتمام.
مع أن هذا ما كان ينقصه.
وما كان ينقصني وكنت أنتظره أنا بالضبط،
فمن أين أحضره له؟
* شاعر وكاتب من فلسطين