ليل
في ليل ما، بعيد عنّا، ثمّة شخص ما، بعيد عنّا، في مكان ما، بعيد عنّا، يتأمّل جزئيات الهواء ومسألة وجود ربّ من عدمه، وقد يزفر المزيد من ثاني أكسيد الكربون، بين كل صفنة وصفنة، مع شهيق رئوي خافت، لا يكاد يُسمع من قبل شخص ما، قريب منه، في ليل ما، قريب منه، في مكان ما، قريب منه.. إلخ، إلخ، كيف تنتهي القصة؟
■
على قيد الحياة
ما زالت هناك أيام يستيقظ فيها عبدول الأفغاني
متعرّقاً، وأمام مرآة الحمّام الجماعي، يشعر بجسده
واقفاً، فيلمسه حتى يرتاح.
هو لا يفعل ذلك إلّا على سبيل التحقُّق من أنه لا يزال على قيد الحياة، في مخيّم اللاجئين ببروخم.
■
الأجداد كأطفال
عندما كانت خوسفينا أيوسو، في التاسعة من عمرها، مات والداها، واحداً في إثر أسبوعٍ من الآخر.
لفّت الدنيا، والعالم دار مئة سنة.
واليوم عادت خوسفينا، على فراش غرفة العناية المركَّزة، تُنادي عليهما، بإلحاح، كلّما فاقت وصحصحت قليلاً.
أمّا الممرضة الشابة إينيليس، فكلما سمعتها تهذي، لا تستطيع مقاومة ابتسامة جائرة وسؤال محيّر:
ـ لمَ يتذكّر الأجداد آباءهم، كالأطفال؟
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا