"جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي": عقدٌ "من العربية إلى البشرية"

12 ديسمبر 2024
الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني يسلّم مصطفى الفقي جائزة في فئة الترجمة من الإنكليزية إلى العربية
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اختتمت "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" عقدها الأول بتوزيع جوائز الدورة العاشرة في الدوحة، تحت شعار "من العربية إلى البشرية"، مع تخصيص جوائز مالية بقيمة مليونَي دولار.
- كرمت الجائزة 25 فائزاً في فئات الترجمة المختلفة، مع التركيز على اللغات الفرنسية والإنكليزية واللغات قليلة الانتشار، ومنحت جوائز تشجيعية للمترجمين لتعزيز التفاهم الدولي.
- أُقيمت ندوة ناقشت واقع وآفاق الترجمة من وإلى العربية، مع التأكيد على أهمية الترجمة العلمية ودعوة لإنشاء برامج منح لدعم الترجمات.

تميّزت الدورة الحالية من "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" باختتامها عقداً منذ انطلاقها في الدوحة عام 2015، وتدشين عقد جديد خصّصت له عدّة أنشطة منذ مطلع العام الجاري، وتُوّجت، مساء أوّل أمس الثلاثاء، بتوزيع جوائز الدورة العاشرة.

وتحت شعار "من العربية إلى البشرية.. عقد من الترجمة وحوار الحضارات"، أُقيم الحفل الختامي والتكريمي في "فندق مرسى ملاذ كمبنسكي"، حيث سلّم الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الفائزين في فئتَي "ترجمة الكتب المفردة" في اللغتين الرئيسيتَين، أي الترجمات التي يضطلع بها أفراد، وجوائز الإنجاز في اللغتين الرئيسيتين واللغات الفرعية المخصّصة لتكريم الجهود طويلة الأمد.

وفي هذه الجائزة الأعلى مالياً في العالم بقيمة إجمالية تبلغ مليونَي دولار أميركي، تقاسم الفائزون حقلَين من الترجمة هُما اللغة الفرنسية لغةً رئيسية ثانية إلى جانب الإنكليزية، وفي فئة اللغات قليلة الانتشار: البلوشية والتترية والهنغارية واليوربا (الأخيرة تُستخدم في دول أفريقية جنوب الصحراء الكبرى).

25 فائزاً في فئتَي ترجمة الكتب المفردة والإنجاز

وفاز بالمركز الثاني في فئة الترجمة من الفرنسية إلى اللغة العربية الحسين بنو هاشم عن ترجمة كتاب "الإمبراطورية الخطابية" للفيلسوف البلجيكي حاييم بيرلمان (1912 - 1984)، وبالمركز الثاني مكرّر محمد آيت حنا عن ترجمة رواية "كونت مونت كريستو" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوما (1802 - 1878)، وبالمركز الثالث زياد فرّوح عن ترجمة كتاب "في نظْم القرآن: قراءة في نظْم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي" للباحث البلجيكي ميشيل كويبرس (1941)، وبالمركز الثالث مكرّر لينا بدر عن ترجمة رواية "صحراء" للروائي الفرنسي جان ماري لوكليزيو (1940).

وجاءت بالمركز الثاني في فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية رانيا سمارة عن ترجمة رواية "نجمة البحر" للروائي اللبناني الياس خوري (1948 - 2024)، وبالمركز الثالث إلياس أمحرار عن ترجمة كتاب "نُكَت المحصول في علم الأصول" لأبي بكر ابن العربي الأندلسي (1076 - 1148)، وبالمركز الثالث مكرّر ستيفاني دوجول عن ترجمة رواية "سمّ في الهواء" للروائي اللبناني جبّور الدويهي (1949 - 2021).

ومُنحت الجائزة التشجيعية إلى عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب "نبي الإسلام" للمحدّث والمترجم محمد حميد الله (1908 - 2002).

في فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية، فازت بالمركز الثالث طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب "نهج البلاغة" الذي جمعه الشريف الرضي (970 - 1015)، ومُنحت جائزة تشجيعية إلى إميلي درومستا عن ترجمة المجموعة الشعرية "ثورة على الشمس" للشاعرة العراقية نازك الملائكة (1923 - 2007).

وفي فئة الترجمة من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية، جاء في المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب "مرجع أكسفورد للدراسات القرآنية" من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه. وفاز بالمركز الثاني مكرّر علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب "صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس" للمستشرق البريطاني ستانلي لين بول (1854 - 1931).

ونال جائزة فئة الإنجاز في اللغة الفرنسية كلٌّ من "مؤسسة البراق" و"دار الكتاب الجديد المتّحدة"، وفي فئة الإنجاز في اللغة الإنكليزية كلّ من "مركز نهوض للدراسات والبحوث" والمترجم تشارلز بترورث.

وفاز بالإنجاز في لغة اليوربا شرف الدين باديبو راجي ومشهود محمود جمبا، وفي اللغة التترية فازت "جامعة قازان الإسلامية". أمّا الإنجاز في اللغة البلوشية فذهبت إلى دار "الضامران للنشر". وفي اللغة الهنغارية ذهبت إلى كلّ من: "جامعة أوتفوش لوراند" و"هيئة مسلمي هنغاريا"، والمترجمين: عبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة "عقدٌ من الترجمة وحوار الحضارات" (العربي الجديد)
من ندوة "عقدٌ من الترجمة وحوار الحضارات" (العربي الجديد)

وقال حسن النعمة، الأمين العام لـ"جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي"، في كلمته خلال حفل تكريم الفائزين: "نحتفل اليوم بمرور عشر سنوات، وهو يوم مشهود للجائزة المشهودة في تاريخ دولة قطر المعاصر، وتأكيد دورها في مدّ جسور المعرفة والحضارة من الدوحة إلى العالم".

وألقت ستيفاني دوجول، مترجمة الأدب العربي المُعاصر إلى الفرنسية، كلمةً نيابة عن المترجمين الفائزين، قالت فيها: "ليست الترجمة مجرّد نقل للكلمات من لغة إلى أُخرى، بل هي فنٌّ نبيل وعمل دقيق يتطلّب فهماً عميقاً للثقافات، والتزاماً بتقديم المعنى بأمانة ووضوح"، وأضافت أنّ الترجمة "جسر بين الشعوب، يُساهم في بناء التفاهم، ويضيء دروب الحوار والتعاون. وبين اللغة العربية واللغات العالمية، بما فيها الفرنسية، نجد فضاءً غنياً بالتبادل الثقافي والمعرفي، حيث يتقاطع الفكر مع الإبداع، والتاريخ مع الحاضر".

وكانت الجائزة قد أقامت ندوة بعنوان "من العربية إلى البشرية: عقد من الترجمة وحوار الحضارات"، ضمّت جلستَين؛ حملت الأولى عنوان "الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق"، وشارك فيها المترجم والأكاديمي المغربي حسن حلمي، وربا رياض خمم، الأستاذة المشاركة في اللغة العربية واللغويات والترجمة في "جامعة ليدز"، وسلفادور بينيا مارتين، الأستاذ في قسم الترجمة بـ"جامعة ملقا" الإسبانية، ونبيلة يون أون كيونغ، رئيسة قسم اللغة العربية في "جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية" في كوريا الجنوبية، وأدارها يوسف بن عثمان، أستاذ الفلسفة وتاريخ العلوم الحديثة بجامعة تونس المنار.

دعوة إلى تعزيز الترجمة العلمية القليلة مقارنةً بترجمة الأدب

وبحثت الجلسة الثانية دور "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة وكيفية تطوير هذا الدور، وشارك فيها كلّ من المترجم التركي أرشد هورموزلو، رئيس "المنتدى الدولي للحوار التركي- العربي"، والزواوي بغورة، أستاذ ورئيس قسم الفلسفة في "جامعة الكويت"، وشكري مجاهد، أستاذ الأدب الإنكليزي في "جامعة عين شمس"، وعلي حاكم صالح، أستاذ الفلسفة في "جامعة ذي قار" العراقية، وأدارها خالد أرن، مدير "مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية" في تركيا.

وتناول المتحدّثون تحديات الترجمة التي تقضي بأن يعمّق المترجمون فهمهم للدلالات والإشارات الثقافية والحفاظ على جمالية النصّ الأصلي، خصوصاً في ترجمة الشعر. كذلك دعا يوسف بن عثمان إلى تعزيز الترجمة العلمية، وهي قليلة في واقع الحال مقارنةً بالترجمات الأدبية، أو الموازنة بينها وبين الترجمات الأدبية.

لكنّ الترجمة في العموم مثّلت همّاً عاماً عند جميع المتحدّثين، خصوصاً أنّها في عالمنا العربي تفتقر إلى دعم رسمي، إذ تغيب الصناديق الوطنية أو العربية التي تُعنى بنقل المعارف والآداب من العربية وإليها، والتي تشمل مشاريع المنح والمشاركة مع مؤسّسات في شتّى بقاع العالم. وفي هذا السياق، اقترح سلفادور بينيا مارتين إنشاء برامج منح لتمويل ترجمات تصدر من دور نشر إسبانية أو في أميركا اللاتينية، والتأكّد من أنّ دُور النشر تُواصل العملية بعد الحصول على المنحة وتطبع الكتاب وتوزّعه وتروّج له.

المساهمون