جونيفياف آس: نهاية الاحتفاء باللون الأزرق

13 اغسطس 2021
الفنانة في عام 2009 (Getty)
+ الخط -

في 1937، زارت فتاة استقرت مع أسرتها مؤخراً في باريس معرضاً للفنان التشكيلي روبير دولوناي، والذي كان وقتها ينظّر مع بيكاسو وجورج براك لحداثة فنية أكثر راديكالية من تلك التي كانت تعرفها باريس وسائر المدن الأوروبية.

كانت تلك الزيارة حاسمة في حياة جونيفياف آس، الفنانة التشكيلية الفرنسية التي رحلت عن عالمنا أوّل أمس الأربعاء عن 98 عاماً عاشتها وفية لأسلوب يعتمد على تنويعات اللون الأزرق والتقشّف في التفاصيل.

لوحات آس كانت بالنسبة لنقاد الفن في النصف الأول من القرن العشرين مساحة من الهدوء في الساحة الفنية الأوروبية، مقابل تلك النزعات الصارخة التي ظهرت في زمنها؛ مثل التجريدية والتكعيبية والمفاهيمية.

ثبات الفنانة الفرنسية في توجّهاتها الأسلوبية ضمن الفن الذي تؤدّيه يقابله تنقّل مكاني، بدأ في ستينيات القرن الماضي حين استقرت في شمال إيطاليا قبل أن تغادر إلى مقاطعة كتالونيا الإسبانية ثم لندن ثم البرتغال، لتعود إلى فرنسا بعد عقدين وقد نجحت في اقتلاع اعتراف دولي بخصوصيات إبداعها. 

عُرفت آس أيضاً بنشاطها المدني، فقد جعلت من الفن وعائداته وسيلة لتنمية الكثير من البلدات الصغرى التي عرفتها، وكانت ترى أن دور الفنانين هو إضاءة هذه الأماكن من العالم بنقل مشاغلها عبر اللوحات ويا حبّذا الاستقرار فيها لتحويل بعض أماكنها إلى معالم منذ أن تصل الأضواء إلى هذا الفنان أو ذاك.

المساهمون