وماذا تريد منّي أن أفعل من أجلك أيها المستقبل؟
هِهْ؟
أن أعمل 14 ساعة يومياً في قطيف الفجل في تلك الأراضي الفلمنكية السوداء من خصوبة وطين؟
أن أتمشّى عند سفح التل، المشرب بمجموعة من الخضر الزاهية وغير المرجحة، كيما أخفّف عنك وطأة الحاضر؟
أن أتوسّل عملاً في أفران صلب مطفأة؟
في حفريات الشوارع ببروكسل وغِنت؟
أن أتغذّى على فواكه الحقول المسروقة؟
أن أجوب مع الجائبين الشوارع والساحات، دون هدف؟
هِه، وماذا تريد منّي أن أفعل من أجلك أيها المستقبل؟
وأنا أقيم في حزام الصدأ البلجيكي هذا. في المصانع المعدنية المرتبطة بالحدود الألمانية، أو في بعض مناطق مجهولة على حدود هولندا.
أعزلَ من جميع رخصي الشعرية.
ستّيني أمام واقع فاجر.
وتحت إهابي طوفان من تذكّرات.
ِماذا تريد، أيها المستقبل؟
ألا تحس فتطامن من ضغطك؟
أأذكّرك بما لا أروم تذكّره؟ هكذا كانت أسابيعي الأخيرة: من الفجر إلى المساء، كل يوم، أحصد الفجل الأسود.
أحياناً تكون الفجلة بوزن سبعة كيلو.
بدونِك، لا طعم لشيء، أيتها البلاد البعيدة القاسية.
بدونك، لا مستقبل.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا