رغم أنّ أبواب التنظير حول الترجمة وضرورتها، قد باتت مُشرَّعة في الوسط الثقافي والوسط الأكاديمي العربيَّين، إلّا أنّ التوجّه في ذلك ما زال محصوراً بالتدليل على أهمية لُغات يُمكن وصفها بـ"المركزية"، وأغلب ما تكون أوروبية. في المقابل، قلّما يُلتفَت إلى لغات الجوار العربي، أو الشعوب المُسلمة، مع أنّ أهميتها ودورها كبيرَين بما لا جدال فيه.
هذه الأهمّية هي ما تنبّهت إليه "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهُم الدولي"، منذ دورتها الأولى عام 2015، التي تشهد سنوياً اهتماماً خاصاً بمثل هذه اللغات، كالتركية والفارسية والإندونيسية والسواحلية والصومالية وغيرها. ضمن هذا الإطار، تنظّم الجائزة ندوة عبر منصة "زووم" عند التاسعة من مساء السبت المُقبل بعنوان: "واقع الترجمة بين اللغتين العربية والصومالية"، وتبثّها أيضاً صفحة الجائزة على فيسبوك.
وتتضمّن الندوة ستّ أوراق، حيث تقدّم الباحثة القطرية حنان الفياض ورقتها التي تفتتح بها اللقاء بعنوان: "دور جائزة الشيخ حمد في مدّ جسور التواصل"؛ على أن يبحث عمر أحمد وهليه في "التجربة الصومالية في الترجمة إلى العربية والعكس: طبيعة الجهود الرسمية والفردية وتاريخها"؛ أمّا منير عبد الله عبده فيساهم بورقة عنوانها: "تجربة شخصية في عملية الترجمة من العربية إلى الصومالية وبالعكس".
ومن المشارَكات في الندوة أيضاً: "مجالات الترجمة بين الصومالية والعربية: الأدب والعلوم الإنسانية نموذجاً" لعمر محمد ورسمه؛ و"المعوّقات التي تواجه المترجم الصومالي" لمحمد إدريس أحمد؛ و"تعليمنا بين اللقبة (الترجمة) ولغة الأصل: الإيجابيات والسلبيات" ليوسف أحمد محمد.
يُشار إلى أنّ الصومالية تُصنّف ضمن اللغات "الكوشية - الشرقية" و"الأفروآسيوية"، ويتحدّث بها 90 بالمئة من سكان البلاد. كذلك، فإنّ للعربية الفصحى نصيباً وافراً في أصول بعض كلماتها، الأمر الذي منع تحويل كتابتها إلى الحرف اللاتيني إلّا بعد قرار سياسي صدر عام 1972.
يُذكر أن "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" تأسّست في الدوحة عام 2015، بالتعاون مع "منتدى العلاقات العربية والدولية"، وتطمح إلى المساهمة في رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية، وإغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية.