تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، التاسع من كانون الثاني/ يناير، ذكرى ميلاد المؤرخ اليمني سلطان ناجي (1936 – 1989).
في عام 2012، أُطلق موقع إلكتروني يهتمّ بإرث سلطان ناجي الذي تحلّ اليوم السبت ذكرى ميلاده، في محاولة لإضاءة مساهماته البحثية حول تاريخ اليمن القديم والحديث، ومؤلفاته ومقالاته المتعلقة بالواقع السياسي والاجتماعي اليمني، إلى جانب صور ووثائق من مكتبته حول مدينة عدن؛ مسقط رأسه، بعضها ينشر لأول مرة.
درس المؤرخ والكاتب اليمني (1936 – 1989) التاريخ والعلوم السياسية في "الجامعة الأميركية" ببيروت وتخرّج منها عام 1961 حيث تتلمّذ على يد قسطنطين زريق ونقولا زيادة وآخرين، وانتقل إلى بريطانيا حيث نال الدبلوم العالي في الإدارة التربوية من "جامعة ريدنغ" سنة 1964.
عاد ناجي إلى بلاده حيث عمل مدرّساً في عدن ثم إدارياً في وزارة المعارف (التربية والتعليم) وفي الجهاز المركزي للخدمة المدنية، والتحق في "جامعة عدن" محاضراً حول التاريخ اليمني، قبل أن يتفرّغ للبحث سنة 1976 حتى رحيله، كما انتخب عضواً في مجلس الشعب بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (قبل الوحدة) لدورتين متتاليتين، وساهم في تأسيس "اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين" خلال سبعينيات القرن الماضي.
ألّف عدّة دراسات منها "ترجمة سبنجلر للتاريخ" (1959) و"الخلافة العباسية والحملة الصليبية المضادة" (1961) و"المغرب منذ الحرب العالمية الثانية" (1961) باللغة الإنكليزية، و"تطور مفهوم لفظة "تاريخ" عند العرب" (1960) والشعوبية والقرامطة: من الحركات الفكرية الدخيلة في التاريخ العربي" باللغة العربية، ولكن جميعها لم تنشر، وتتوفّر مخطوطة حتى اليوم.
في عام 1976، أصدر ناجي أول كتاب بعنوان "التاريخ العسكري لليمن (1839م - 1967م)" وفيه يتناول ارتباط نشوء وتطور المؤسسات والأنشطة العسكرية بالأوضاع والمتغيرات السياسية في اليمن، و"تعقيب على دراسة د.جمال زكريا بعنوان: الأسس التاريخية لوحدة الإمارات ودور الاستعمار في تجزئتها" صدر سنة 1981، كما نشر عشرات الدراسات في مجلات محكّمة إلى جانب كتب مخطوطة نُشر بعضها على موقعه الإلكتروني.
من بين دراساته المنشورة في الدوريات العلمية والمطبوعات الثقافية: "فهرس المخطوطات التاريخية اليمنية الموجودة في مكتبات الجامع الكبير بصنعاء" وفيها تصنيف لآلاف المخطوطات التي اكتشفت عام 1972 أثناء ترميم الجامع الكبير في العاصمة اليمنية، وفيها نسخ من المصحف ومؤلّفات أخرى تعود إلى العصور الأولى في الإسلام.
إلى جانب "اليمن في المؤلفات الغربية" (1971)، و"التاريخ السياسي لدول اليمن القديمة" (1972)، و"عدن، صورة حية عن اقتصادها في العصور الوسطى" (1972)، و"مظاهر الحضارة اليمنية القديمة" (1973)، و"تاريخ اليمن الإسلامية" (ستّة أجزاء/ 73-1974)، و"طبيعة النظام الملكي في الحضارة اليمنية القديمة" (1974)، و"الخلفية التاريخية للاحتلال البريطاني لعدن" (1975)، ودور الجمعيات الإصلاحية والنوادي الثقافية في مجابهة السياسة التعليمية في عدن خلال فترة تبعيتها للهند 1839-1937م" (1981)، كما قام بتحقيق مخطوطة بعنوان تحفة الزمن فيما جرى من النكْت في اليمن (أو: انتفاضة المجاذيب في اليمن).