تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، 20 تموز/ يوليو، ذكرى ميلاد الفنانة المصرية نيللي (1949).
رغم ظهور مبكّر في السينما والإذاعة، ونيل أداور أساسية كثيرة، فإن الذاكرة الفنية احتفظت بنوع خاص من أعمال الفنانة المصرية نيللي وهو الفوازير؛ التجربة التي بدأتها في 1975 بـ"صورة وفزورة"، ومع النجاح اللافت استمرّت في نفس الكونسبت مع "صورة وفزورتين" في السنة الموالية، فـ"صورة وثلاث فوازير"، وأخيراً "صورة و30 فزورة" في 1978.
تحوّلت الفوازير مع نيللي إلى شكل فنّي مستقل بذاته، بعد بدايات غير منتظمة، فلم تعد مجرّد تجربة تلفزيونية صغيرة تبحث عن ترفيه المشاهدين، بل صارت أقرب إلى مشروع فنّي لا يقل قيمة عن الفيلم أو المسرحية. وفي الحقيقة، وجدت نيللي نفسها هناك، أي إنها حقّقت ضمن هذا الفضاء ذاتها الفنية بشكل كبير، فقد استوعب الوجوه المتعدّدة لموهبتها، من التمثيل والغناء والرقص، وخصوصاً تلك التركيبة من المرح والدفء والأنوثة.
حتى 1996، راكمت نيللي "الفوزاير"، فكانت "التمبوكا" (1979)، و"عروستي" (1980)، و"الخاطبة" 1981، و"عالم ورق" (1990)، و"صندوق الدنيا" (1991)، و"أم العريف" (1992)، و"الدنيا لعبة" (1995)، و"زي النهردة" (1996) ثم عادت بعت توقّف أعوام بـ"ألف ليلة ليلة" (2001).
انهكمت نيللي في الفوازير على حساب كلّ شيء؛ مسيرتها السينمائية وحتى حياتها الزوجية. كانت التجربة قد تحوّلت معها إلى صناعة تلفزيونية أساسية، وأحياناً لا غنى عنها، بين الثمانينيات ومنتصف التسعينيات، حتى أن هذا الشكل الفنّي المستحدث مثّل منطقة تنافس بين المؤدّيات، وجذب إليه بعضاً من كبار المخرجين أبرزهم فهمي عبد الحميد الذي شارك نيللي معظم تجربتها، كما أن الفوازير كانت منطقة تجريب لعدد من شعراء العامية المصرية مثل صلاح جاهين، وللملحّنين أيضاً مثل عمّار الشريعي.
في الشاشة الكبيرة، قدّمت نيللي أدواراً كثيرة كانت تتناسب دائما مع سنّها حيث عُرفت بداياتها بأدوار المراهقة، وأبرزها حضورها اللافت في شخصية ابنة عمر الحمزاوي في فيلم "الشحّات" (1973) لـ حسام الدين مصطفى، وكانت هذه الشخصية أكثر حضوراً وفاعلية وعمقاً من الشخصية المرسومة في رواية نجيب محفوظ.
كما حضرت في دور شبيه في فيلم "طائر الليل الحزين" (1977)، فبدت كأنها نقطة مشتركة بين جيلين من الممثلين؛ جيل نجوم الأبيض والأسود مثل محمود مرسي وعبد المنعم إبراهيم، والجيل الجديد الصاعد وقتها مثل محمود ياسين ومحمود عبد العزيز.
كما يمكن أن نعدّ لها الكثير من الأفلام التي كان واضحاً أنها كتبت لها على المقاس مثل: "حادث النصف متر" (1983)، و"البنت الحلوة الكدابة" (1977)، و"مع تحياتي لأستاذي العزيز" (1981)، و"عيب يا لولو" (1978)، و"خطيئة ملاك" (1981).