في لقاء سابق له مع "العربي الجديد"، يروي الكاتب والمترجم والأكاديمي السوري، نزار عيون السود (1945 - 2023)، الذي غادر عالمنا أول أمس الخميس، حكايته مع الترجمة؛ قائلاً إنّها بدأَت حين كان طالباً في المرحلة الثانوية؛ حيث ترجَم قصيدةً بعنوان "من أجلك يا حبّي" للشاعر الفرنسي جاك بريفيير، ونشرها في مجلّة "الخمائل" عام 1962.
ومِن الفرنسية التي كان مُحبّاً لشعرها، سينتقل إلى اللغة الروسية التي سيُترجِم منها، بعد نحو عقدٍ من ذلك، كتاباً سيُشكّل بدايته الفعلية في عالَم الترجمة الذي سيترك فيه أزيد من ثلاثين كتاباً. كان ذلك بعد عودته من الاتحاد السوفييتي، حيث أنهى دراساته العليا في لينينغراد وموسكو وحصل على دكتوراه في علم النفس الاجتماعي. أمّا الكتاب، فهو " نقد علم الاجتماع البرجوازي المعاصر" لـ س. ي. بوبوف، وقدر صدر عام 1973، ولاقى نجاحاً كبيراً؛ لدرجة أنّ الناشر أصدر منه ثلاث طبعات خلال سنتَين.
"لا شكّ في أنّ هذا النجاح شكّل بالنسبة لي حافزاً كبيراً"، مثلما يقول عيون السود في اللقاء. وهكذا، استمرّ في الترجمة بوتيرة عالية؛ مُركّزاً على كتُب علم الاجتماع وعلم النفس والنقد الأدبي؛ حيث صدرت له مجموعةٌ كبيرة من الترجمات؛ من بينها: "الاشتراكية والنزعة الإنسانية" (1974)، و"دراسات في الأدب والمسرح" (1976)، و"علم النفس الاجتماعي وقضايا الإعلام والدعاية" (1978)، و"دوستويفسكي: دراسات في أدبه وفكره" (1979)، و"مذهب التحليل النفسي والفلسفة الفرويدية الجديدة" (1981)، و" تاريخ الديالكتيك: الفلسفة الكلاسيكية الألمانية" (1986)، و"علم نفس المعركة الحديثة" (1987)، و"التنويم المغناطيسي" (1996)، و"الإيروس والثقافة - فلسفة الحب والفن الأوروبي" (2010)، و"سيكولوجية العلاقات الأسرية" (2016).
ومن ترجماته في الأدب: مسرحية "الخالدون" لـ فيكتور روزوف (1989)، وروايات "الحريق" لـ فالنتين راسبوتين (1989)، و"اللعبة" لـ يوري بونداريف (1990)، و"ليس للحرب وجه أنثوي" (2016) لـ سفيتلانا ألكسييفيتش، والذي نال عنه "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" عام 2019، و"زمن مستعمل - نهاية الإنسان الأحمر" (2018) لـ سفيتلانا ألكسييفيتش، و"الدبدوب المخطّط" لـ ناستيا كوفالنكوفا، و"السباحة حتى المغارة" لـ تامارا ميخييفا (2020)، إضافةً إلى: "من الأدب الروسي الساخر (1993)، و"شخصية دوستويفسكي" (2017)، و"ليف تولستوي: الهروب من الجنّة" لـ بافل باسينسكي (2021). أمّا آخر ترجماته، فهي رواية "الكراسي الاثنا عشر" لـ يفغيني بتروف، والتي ينتظر أن تصدر عن "دار الرافدين" في غضون أسبوعين.
إلى جانب الترجمة، عمل نزار عيون السود في كلية التربية بـ"جامعة دمشق" وجامعات عربية أُخرى، ونشر العديد من المقالات والأبحاث والدراسات، ومن مؤلّفاته: "البيليوغرافيا العامّة" (1986)، و"المراجع الأجنبية" (1987)، و"علم الوراقة: البيليوغرافيا المتخصّصة" (1988)، و"دراسات في الأدب والمسرح" (1988)، و"نشوء وتطور الفكر النفسي الاجتماعي عند العرب" (1996).