تعدّدت المعالجات الدرامية لسيرة المؤلّف الموسيقي المصري سيد درويش (1892 – 1923) في السينما والمسرح في مصر، وكان أولها الفيلم الذي حمل اسمه وأخرجه أحمد بدرخان وعُرض لأول مرة عام 1966، ثم تتالت العديد من الأفلام الوثائقية والتسجيلية، كما قدّم المخرج محمد توفيق شخصية الراحل على الخشبة عام 1965.
ركّزت تلك الأعمال على توثيق حياة واحد من أبرز المجددين في تاريخ الموسيقى العربية، وأبرز محطّاتها والأحداث التي عاشها، ودوره الوطني وانحيازه للفقراء والمهمشين، ولم تذهب عميقاً في تناول التحوّل الذي قام به على صعيد تحديث الأصول الشعبية للموسيقى، وتركيزه الجانب التعبيري للحن بعيداً عن الزخرفة الشكلية.
بدءاً من السادس عشر من الشهر الجاري، يقدّم المخرج المسرحي المصري أشرف عزب، يومياً عند التاسعة مساء، عرضه "سيد درويش" في "مسرح البالون" بالقاهرة، في أسلوب غنائي استعراضي يقتبس حكايات من سيرة صاحب "زوروني كل سنة مرة".
وتضيء المسرحية التي أنتجتها "فرقة أنغام الشباب"، التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، مساحات مختلفة من رحلة قصيرة عاشها فنان الشعب؛ كما يطلق على سيد درويش، ومنها علاقته بالشاعر بديع خيري وأبرز الأغاني التي كتبها له.
كما يستعيد العمل شخصية جليلة أم الركب التي أحبها درويش وألهمته كتابة وتأليف العديد من مقطوعاته، مثل "أنا هويت وانتهيت"، و"على قد الليل ما يطول"، و"ضيعت مستقبل حياتي"، والتي يشير كثير من الباحثين إلى أن تولّهه بها كان من طرف واحد، بل إن تلاعبها به قاده إلى التورّط في إدمان الشراب والمخدرات.
يشارك في العرض كلّ من الممثلين: محمد عادل، ولقاء سويدان، ورشا سامي، وسيد جبر، وعلاء الحريري، ومحمد عنتر، وماهر عبيد، ويوسف عبيد، وسعيد البارودي، ومحمد الشربيني، وسمير الجوكر، وهالة الصباح، وعواطف سعيد، وعماد عبد المجيد، وسامي عوض الله، وجمال ترك، وأشرف عبد العزيز، وغادة كامل، ودعاء الخولي، ومجدي عبد العزيز، وإسماعيل شعراوي، وإمام محمد، وفاروق الجندي، وربيع الشاهد، ومازن تركي.
والمسرحية من تأليف السيد إبراهيم، وأُسند تصميم الديكور إلى محمد عبد الرازق، والملابس إلى نجلاء الفقي، والتوزيع الموسيقي إلى حمادة الحسيني، وتصميم الاستعراضات إلى وفيق كمال، والإضاءة إلى أبو بكر الشريف، ووضع المادة الفيلمية إلى ضياء داوود، إلى جانب المخرجين المنفذين وليد سعد وطارق دياب.