أطلقت "فرقة مسرح غرناطة"، في السادس والعشرين من الشهر الماضي، مجموعة عروض لمسرحيتها الجديدة "بورتريه.. بغا يقول شي حاجة وحشم" للمخرج عمر الجدلي، في عدد من المدن المغربية ابتدأتها في "مسرح بنمسيك" بالدار البيضاء.
وعلى خشبة المسرح نفسه، يُعاد عرضها عند الثامنة من مساء اليوم الخميس، حيث تحاول المسرحية الاشتباك مع الواقع الاجتماعي، في امتداد لتجارب سابقة قدّمها الجدلي حول الفقر والتهميش وحقوق المرأة. ويتناول العمل قصّة فتاة تعيش عزلة بين أربعة جدران وتتفرّغ للرسم.
المسرحية التي كتب الجدلي نصّها، يشارك في أدائها كلّ من الممثلين عبد الرحيم المنياري، ومونيا لمكيمل، والزاهية زهيري، ومحمد الأثير، فيما أُسند تصميم السينوغرافيا والأزياء إلى الحسين الهوفي، وألحان الأغاني التي يتضمّنها العمل إلى حسن شيكار.
تؤدّي الفنانة مونيا لمكيمل دور فتاة مولَعة بالرسم، كلّما حرّكتها الرغبة في الزواج تعترضها حالُ والدتها الأرملة الكفيفة التي تحتاج إلى عناية خاصّة، وكذلك وصية الأب التي تفرض عليها الزواج من أحد أبناء العمومة، فتبتعد عن الواقع بالرسم على الورق.
تفكّر الفتاة بعد فترة بالتخلّص من الواقع الذي فرضته وصية والدها، فتنطلق في البحث عن حبيب لا توجد ملامحه إلا في الذاكرة التي احتفظت بها لأكثر من عشرين سنة، وأخذت تخطّه على شكل بورتريه، وفقاً لما تُمليه عليها مخيلتها.
في الأثناء يدخل المشهد اثنان من أعمام الفتاة يتنافس كلّ منهما لتزويجها من ابنه، من أجل الاستيلاء على إرث شقيقهما، وتتوالى الأحداث التي تُبرز اهتمام المخرج بتفاصيل صغيرة تنسج بدورها رؤيته تجاه بعض الإشكاليات التي تعيق حرّية المرأة، وتحدّ من اختياراتها الشخصية والعاطفية بحجّة الأعراف والتقاليد.
ويلجأ الجدلي، كما في مسرحيته السابقة "دار الباشا" التي عرضها عام 2019، إلى تقديم العمل بأسلوب يقترب من الكوميديا في مشاهد كثيرة، إلى جانب تصميم لوحات استعراضية تعتمد الرقص والغناء من أجل إيصال رسائل العمل.
يُذكر أن "بورتريه" تندرج ضمن عدّة مسرحيات أنتجتها "فرقة مسرح غرناطة" التي تأسّست في الدار البيضاء، وتسعى إلى اعتماد معالجة نقدية للعديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ضمن قالب مسرحي يتوجّه إلى جميع الفئات والأعمار.