ظلّ إطلاقُ "مهرجان في مِنا" في تونس يتأجّل سنةً بعد أُخرى بسبب الأوضاع التي فرضها انتشار جائحة كورونا، قبل أن يتقرَّر إطلاقُه هذا العام مع عودة الحياة إلى طبيعتها. هكذا، انطلقت دورتُه التأسيسية اليوم الخميس، على أن تستمرّ لثلاثة أياّم.
تُقام التظاهُرة بالتزامُن مع "شهر المرأة"؛ حيث تتوزّع فعالياتُها بين عددٍ من المواقع والفضاءات في تونس العاصمة؛ من بينها "المعهد الثقافي الفرنسي" و"قاعة الفن الرابع" و"النادي الثقافي الطاهر الحداد".
وتحمل الدورة الأُولى شعار "الفن الناشط، النسوية والثقافات الرقمية"؛ وهو شعارٌ يعكس الثيمة الأساسية للتظاهرة، والتي تتمثّل في "تحرير النساء والفتيات وجميع الأشخاص ذوي الوضعيات الهشّة من خلال الابتكار الفنّي والتكنولوجي".
ويتناول الفنّانون والنشطاء والباحثون والأكاديميّون المشاركون في الدورة سؤالاً رئيسياً؛ هو: كيف يمكن لأشكال التعبير الفنّي والتكنولوجي أن تُساهم في تعزيز المساواة والتنوّع بين الجنسَين والاندماج الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي؟
تشمل الفعاليات عروضاً فنّية سمعية وبصرية، وعروضاً مسرحية وسينمائية، إضافة إلى نقاشات وورش عمل تفاعلية، ومساحات تُضيء على المبادرات والمشاريع الفنّية الرقمية النسائية؛ مُركزّةً بالخصوص على تلك التي أطلقتها وطوّرتها مبادرة "لا فابريك آرت ستوديو" و"شبكة فيمينا" التي أُنشئت عام 2017، وتجمع فنّانين في مجالات الموسيقى المُعاصرة والفنون المرئية الرقمية. وتتنوّع تلك المشاريع بين الأعمال الموسيقية، ورواية القصص، وإنتاج المحتوى الرقمي والبودكاست.
يُقدّم المهرجان نفسه بوصفه "منصّة تضامُنية ومتعدّدة التخصّصات، تُركّز على الفنّ والنسوية والثقافة الرقمية"، بينما تتمثّل أهدافه في "تعزيز المساواة بين الجنسَين والتنوُّع والإدماج والعدالة المناخية من خلال التعبيرات الفنية الفريدة والثقافات الرقمية"، و"الحثّ على التضامنُ والتعاوُن ومشاركة المعرفة من خلال الجمع بين المواهب والمهارات متعدّدة التخصصات، والعمل على تطوير المشاريع الفنّية والرقمية المشتركة والترويج لها وطنيّاً ودولياً".