ماهر كيوان.. التاريخ الشفهي لبناء تعددية اجتماعية

10 فبراير 2022
أنسليم كيفر/ ألمانيا
+ الخط -

أشار الباحث الأردني ماهر كيوان إلى أن المقابلة تعدّ أساس التاريخ الشفهي، الذي يهتمّ بجمع وحفظ وتفسير أصوات وذاكرة الأشخاص والمجتمعات والمشاركين في الأحداث الماضية، ويدور حول الذكريات والتجارب الحيّة، من أجل إعطاء معنى حولها.

وأوضح خلال حفل إطلاق كتابه "صناعة التاريخ الشفهي" الذي نظّمته "مكتبة شومان" في عمّان عند الرابعة من مساء أمس الأربعاء، أنه يجب الانطلاق من كون العناصر الفاعلة في التاريخ هي أفراد المجتمعات من كافة سكّان المعمورة، وهم جميعاً يصنعون التاريخ؛ تاريخ كلّ يوم، ويُبنى من القاعدة إلى الأعلى وليس العكس.

وأضاف أن التاريخ الشفهي يعرّف بأنه التقنية المستخدمة للتسجيل والاسترجاع من خلال مقابلات وشهادات الأشخاص الذين لديهم معرفة مباشرة بأحداث عاشوها، ويركّز على العمليات المعاصرة بحيث تجمع تجارب الماضي القريب ويتم سردها من منظور حديث، وهو نتاج حركة تقدمية تضيء الذاكرة الجمعية والفردية ويشارك في صنع مجتمعات أكثر ديمقراطية وتعددية وعدالة.

غلاف الكتاب

ويرتبط مفهومه، بحسب كيوان، بالتاريخ الاجتماعي المعاصر وهو يمكّن الراوي من الحديث في ما يتعلّق ببعض الأحداث والتجارب، ويوفّر وسيلة لالتقاط القصص والخبرات ذات المغزى من الأفراد والأسر والمجتمعات التي لا يتمّ تسجيلها في وثائق مكتوبة، وعلى هذا النحو يخضع لجميع التقلبات وضعف الذاكرة الإنسانية، ورغم ذلك فإن هذه النقطة لا تختلف كثيراً عن التاريخ ككل، والتي غالباً ما تكون مشوّهة.

ولفت إلى أن التاريخ الشفهي هو عمل المصادر الوثائقية والأرشيفية والمقابلات الطويلة، ويجمع معلومات تاريخية وثقافية ولغوية تشتمل على ذاكرات شهود العيان، ومواده هي المادة الخام من الدراسات التاريخية، والتاريخ ومصادره الأولية من جميع جوانبها ووجوه تناقضاتها.

أما أهميته فتكمن، وفق المحاضِر، في أن الشهادات الشفوية تنقل شيئاً مختلفاً عنّا هو موجود في الكتب عبر الاتصال المباشر والشخصي مع فرد أو مجموعة أفراد تتذكر الماضي وماضيها، وتساهم في خلق بعد إنساني في التاريخ، ويتمثّل الهدف من التاريخ الشفهي بتوفير الأدوات والوسائل الممكنة بين القارئ الطالب والباحث عموماً في دراسة الظواهر السياسية والاجتماعية والديموغرافية والثقافية والاقتصادية والقانونية والبيئية الأساسية، وتفسير الأحداث الجارية.

وضرَب كيوان أمثلة على صناعة التاريخي الشفهي حول الأحداث الرئيسية التي عاشتها المنطقة العربية خلال المئة عام الماضية، وكذلك سير بعض الكتّاب والسياسيين وغيرهم من النخب، أو في توثيق الصناعات التقليدية في المدن العربية، والتي تكشف ما غاب عن التاريخ الرسمي.
 

المساهمون