محمد زيطان.. واقع السلطة الرابعة على الخشبة
في عام 2020، أصدر المؤلّف والمخرج المغربي محمد زيطان نصّاً مسرحياً بعنوان "مقال افتتاحي" يتكوّن من أحد عشر مشهداً، يرصد لقاءً جمع حسّان البدري وفريدة، وهما صديقان من زمن الدراسة الجامعية، اشتركا خلالها بمتابعة الشعر والمسرح والمواقف الفكرية والسياسية.
وحين يلتقيان بعد طول انفصال، يجد الإثنان نفسيهما أمام شخصيتين متناقضتين حد ّالصراع والتنافر، فالبدري بدأ ينظر إلى الصحافة بوصفها مهنة يمكن من خلالها تحقيق مصالحه الشخصية وتحقيق منافع مادية، بينما انغلقت فريدة على نفسها مؤمنة أن العالم يسير وفق مبادئها.
يقدّم زيطان "مقال افتتاحي" على الخشبة في العرض ما قبل الأول عند الثامنة من مساء السبت المقبل في "مسرح ابن امسيك" في الدار البيضاء، من إنتاج "فرقة مسرح حوار" ودعم من وزارة الثقافة، حيث سيتم تقديم المسرحية خلال الشهر المقبل.
يشارك في التمثّل كلّ من الفنانين هشام بهلول وحنان الخالدي وحسناء المومني وعبد الله شيشة، فيما أُسند تصميم السينوغرافيا والملابس إلى ياسين الزاوي، والأداء الغنائي إلى دلال البرنوصي، وتنفيذ الملابس إلى سلوى ياسين، وتنفيذ السينوغرافيا إلى مصطفى الرضواني، والموسيقى إلى يوسف الدغوغي.
تتصاعد أحداث العمل مع رفض فريدة الانصياع إلى إملاءات حسّان، مؤمنة أن الكتابة الصحافية مسألة مبدأ ومغامرة لا يمكن تقييدها كما يريد أصحاب النفوذ والسلطة، وأنها تفضّل ترك المهنة على أن تتحوّل إلى قلم مأجور.
تتشابك الخيوط الدرامية حين تتعرّف فريد على عوالم حسّان الخفية، سواء حياة الليل التي يعيشها أو صداقاته أو خصوماته مع شخصيات من عالم السياسة والأعمال، وتبدأ شخصيته بالتكشّف أمامها، ما يخلق لديها العديد من التساؤلات حول الدوافع التي أوصلته إلى ما هو عليه اليوم.
تضيء المسرحية قضايا عديدة تتّصل بالصحافة وما يفترض أن تقدّمه من حقائق تبدو لاحقاً أنها ليست كذلك، بسبب تعدّد مصادر المعلومة وسهولة بثّ الإشاعات والتضليل والإثارة، خاصّة بعد انتشار وسائط التواصل الاجتماعي التي جعلت الحقيقة ضائعة وسط بحر من الأكاذيب والإشاعات.
يُذكر أن محمد زيطان أصدر عدداً من النصوص المسرحية، منها: "غجر منتصف الليل" و"سيدة المتوسط" و"قصر البحر" و"إكليل الجبال الريفية" و"رحلة إلى الجنوب" وغيرها.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
