- خلال حياته المهنية، قاد "جمعية العاديات" للبحوث التاريخية والأثرية، أسهم في تأسيسها، وعمل كمستشار لليونسكو في سورية، مؤكدًا على أهمية حلب في التراث العالمي والإسلامي.
- من أبرز أعماله كتاب "حلب مطلع القرن العشرين" الذي يستعرض الواقع الديموغرافي، الثقافي، والاقتصادي للمدينة، بالإضافة إلى مشاركته في تأليف موسوعات تاريخية وترميم مواقع أثرية مثل الجامع الأموي في حلب.
يعدّ المؤرخ والباحث السوري محمد قجة (1939 - 2024)، الذي رحل صباح اليوم الأربعاء في مدينة حلب، أحد أبرز المشتغلين في التراث العربي، وكذلك السوري، مهتماً بحقول عدة مثل الأدب والموسيقى والفنون والتصوّف.
وُلد الراحل لأسرة حلبية وعاش طفولته في حيّ قارلق بالمدينة التي تقع على بعد 310 شمالي العاصمة السورية، وحاز على درجة البكالوروس في اللغة العربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في "جامعة دمشق" عام 1963، ثم سافر إلى الجزائر في وقت لاحق حيث نال درجة الماجستير في تاريخ الأندلس.
عمِل قجة مدرساً لمادة اللغة العربية في عدد من مدارس الشمال السوري لسنوات طويلة منها "مدرسة المأمون الثانوية" في حلب التي يعود تأسيسها إلى نهاية القرن التاسع عشر، معداً كتاباً توثيقياً عنها عام 1968، كما ساهم في إنشاء "جمعية العاديات" المتخصّصة بالبحوث التاريخية والأثرية، وترأسها عام 1994.
ألف عشرين كتاباً في التاريخ والتراث، وشارك في تأليف أكثر من موسوعة حول تاريخ الحضارات
وفي أثناء ترؤسه الجمعية، شارك في إصدار كتاب ومجلة فصلية وتنظيم ندوات وحفلات موسيقية، ركّز معظمها على بتوثيق التراث الحلبي، وشغل كذلك موقع أمين عام "حلب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2006"، وأشرف على نشر قرابة مئتي مؤلّف حول تاريخ المدينة، وعُين أيضاً مستشاراً لـ"منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونسكو) في سورية لشؤون التراث اللامادي عام 2010، إلى جانب ترؤسه تحرير عدد من المطبوعات المتخصصة في التراث، ومشاركته في لجان ترميم مواقع أثرية منها الجامع الأموي في حلب.
ألف محمد قجة أكثر من عشرين كتاباً، من أبرزها "حلب مطلع القرن العشرين" الذي أضاء الواقع الديموغرافي للمدينة بداية القرن الماضي، والبنية الدينية والثقافية للمجتمع الحلبي، بالإضافة إلى توثيق الأمراض والأوبئة التي حلّت بحلب في تلك الفترة، كما أفرد فصولاً للحديث عن معمار المدينة وتحولاتها العمرانية والاجتماعية من خلال استناده إلى مصادر تاريخية ومذكرات الرحالة والمستشرقين، ولم يغفل أيضاً العوامل التي أدّت إلى تراجع المدينة اقتصادياً بدءاً من النصف الثاني من القرن العشرين، واهتمام السلطة بمدينة دمشق.
ومن بين مؤلفاته الأخرى: "معركة أجنادين"، و"حلب في عيون الشعراء"، و"حلب والمتنبي"، و"الجامع الأموي في حلب"، و"أندلسيون في حلب"، و"القدس في عيون الشعراء"، و"من أوراق الرحلات"، و"محطات أندلسية"، و"أطلس تاريخ الحضارات القديمة" (مشترك)، و"أطلس تاريخ الحضارة الإسلامية" (مشترك)، كما جمع وحقق ديوان محيي الدين بن عربي، وألّف العديد من النصوص المسرحية.