"معتقلون ومغيّبون".. توثيق الواقع السوري بالفنّ والثقافة

21 سبتمبر 2024
ضدّ مُرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في سوريّة
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إطلاق الكتاب**: صدر كتاب "معتقلون ومغيّبون: الفنّ يوثّق والأرشيف يتحدّث" عن "دار رياض الريّس" في بيروت، بالتزامن مع "اليوم العالمي للمفقودين والمخفيّين قسرياً"، ويتناول مسألة الاعتقال والتغييب في سورية ببُعدَيه السياسي والحقوقي.

- **توثيق الانتهاكات**: يستند الكتاب إلى توثيقات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، ويغطي الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري منذ 2011 حتى 2020، مع رصد مباشر لمبدعين اعتُقلوا أو خُطفوا أو قُتلوا بسبب مواقفهم المعارضة.

- **محتوى الكتاب**: يتكوّن من مقدّمتين وعشرة فصول، ويعرض الأعمال الفنية والإبداعية المرتبطة بالاعتقال والتغييب، مع إضافة بُعد بصري من خلال اللافتات والغرافيتي ولوحات الفنّ التشكيلي، ويحتوي على دليل مشروع "معتقلون ومغيّبون".

بالتزامن مع "اليوم العالمي للمفقودين والمخفيّين قسرياً"، الذي يصادف الثلاثين من آب/ أغسطس من كلّ عام، صدر، عن "دار رياض الريّس للكتب والنشر" في بيروت، كتابٌ جماعي أعدّه وجمع مادّته فريق مشروع "ذاكرة إبداعية للثورة السورية" تحت عنوان "معتقلون ومغيّبون: الفنّ يوثّق والأرشيف يتحدّث".

ينطلق الكتاب، الذي جرى إطلاقه في "مقهى رواق" ببيروت في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، من واقع مسألة الاعتقال والتغييب في سورية، وتحوُّلها لتكون من المشتركات الوحيدة تقريباً بينهم اليوم. ووفقاً للقائمين على العمل، فإنّ إنسانية هذا الملفّ ببُعدَيه السياسي والحقوقي، تؤكّد أهّمية الكتاب، ليُكمل ما أرسته الملاحقات والدعاوى والأحكام القضائية في بلدان اللجوء، وتحديداً أوروبا، ضدّ مُرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في سورية.

محاولة لإكمال ما أرسته الملاحقات القضائية ضدّ النظام وجميع قوى الأمر الواقع

ويعود الكتاب إلى ما وثّقته "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" التي تُؤكّد بلوغ حصيلة الاعتقال التعسّفي في سورية منذ آذار/ مارس 2011 حتى آذار/ مارس 2024 ما لا يقلّ عن مئة وستّة وخمسين ألف وسبعمئة وخمسة وسبعين شخصاً، فيما بلغت حصيلة الضحايا بسبب التعذيب خلال المدّة عينها ما لا يقلّ عن خمسة عشر ألف وثلاثمئة وثلاثة وتسعين شخصاً. أمّا حصيلة الاختفاء القسري حتى 30 آب/ أغسطس 2023، فبلغت ما لا يقلّ عن مئة واثني عشر ألف وسبعمئة وثلاثة عشر شخصاً؛ بشكل أساسي على يد النظام، تليه جميع قوى الأمر الواقع المسيطِرة.

ويرصد "معتقلون ومغيَّبون"، الواقع في أربعمئة وأربع وسبعين صفحة، ثيمةَ الاعتقال والتغييب منذ عام 2011 حتى نهاية 2020، استناداً إلى ما شهده مجالا الفنّ والثقافة؛ وذلك على مستويين: الأوّل يرصد بشكل مباشر مُبدعين اعتُقلوا أو خُطفوا أو قُتلوا ضريبةَ موقفهم المُعارِض من النظام، المُعبَّر عنه في أعمالهم الفنّية أو أنشطتهم الفعلية خارج الفنّ؛ وهو ما دَرَج بكثافة في سنوات الثورة السورية الأُولى، ثم يرصد المستوى الثاني - عبر الأعمال الإبداعية المختلفة - مَن اعتُقل أو غُيّب من المواطنين والمواطنات بُعيد الانخراط في الشأن العام والعمل المُعارِض.

يتكوّن الكتاب من مقدّمتين وعشرة فصول، هي: "الاعتقال الأوّل"، و"الفنّ في المعتقل"، و"كيماوي الغوطة والتدهور الكبير"، و"قيصر"، و"تداعيات قيصر"، و"إعدام شاعر"، و"صيدنايا"، و"نفق بلا نهاية"، و"غليان داخلي"، و"المُحاكمات بارقة أمل"، بالإضافة إلى خاتمة عامّة.

يتناول كلّ فصل من الفصول العشرة سرديّة عام كامل؛ فيبدأ بمقدّمة تُلخِّص المُعطيات والأحداث المفصلية خلال السنة، يليها عرضٌ مفصَّل لِما توصّل إليه الباحثون من انتهاكات النظام وكلّ قوى الأمر الواقع، والأحداث التابعة لها والناتجة عنها، وفق المكان والزمان، استناداً إلى مئات المصادر في كلّ فصل، وما تبع ذلك من تحرّكات داخلية وخارجية، شعبية أو فردية أو جماعية، وحملات في وسائل التواصل.

ويضيف عرض الأعمال الفنّية والإبداعية والثقافية إلى جنس الكتاب التوثيقي بُعداً بصرياً، فاللافتات، والغرافيتي، ولوحات الفنّ التشكيلي، يَسْهُل تصفّحها بواسطة وسوم متنوّعة، مثل: أصناف، وأصحاب أعمال، ومناطق جغرافية، وتواريخ، ووسوم عامة ووسوم خاصة؛ إذ وُضعت لهذه الأعمال، بأغلبيتها، السياقات المرتبطة بها.

يتضمّن الكتاب كذلك دليلَ مشروع "معتقلون ومغيّبون"، وهو الأوّل من نوعه الذي يجمع في مكان واحد جميع أنواع المبادرات المتخصّصة أو التي تُولي موضوع الاعتقال والتغييب اهتماماً خاصّاً، ويحوي توثيقاً كبيراً للمبادرات، بلغت مئة وخمس وخمسين مبادرة موزَّعة في تصنيفات متعدّدة، مثل: مراصد حقوقية دولية، ومراصد محلّية وإقليمية، ومنظّمات وجهات، ومجموعات، وحمَلات مُناصرَة ومبادرات فردية، ووسائل تواصل اجتماعي، مع التأكيد على دور هذا الدليل في فهم طبيعة عمل المبادرات والأنشطة والفئات المُستهدَفة.

المساهمون