في عام 2018، انطلقت النسخة الأولى من "المعرض الوطني للكتاب التونسي"، الذي كانت الغاية الأساسية من تأسيسه تقديم إصدارات الناشرين التونسيين بعيداً عن التنافس الذي يفرضه حضور ناشرين عرب في "المعرض الدولي للكتاب" الذي يُقام في نيسان/ أبريل كلّ عام. لكنّ التظاهرة في عامها الثاني تعرّضت لتأجيل موعد انعقادها، والأمر ذاته يتكرّر إلى اليوم.
ذلك أن الدورة الرابعة، التي تنطلق السبت المقبل في "مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" وسط تونس العاصمة، وتتواصل حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، كان مقرّراً انعقادها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ثم تغيّر موعدها إلى كانون الأول/ ديسمبر الفائت، قبل أن تستقرّ على موعدها الحالي، وسط خلافات اندلعت بين وزارة الثقافة و"اتحاد الناشرين التونسيين".
"الكتاب بيتنا" شعارُ المعرض لهذا العام، بعد أن أُعلن عن اتفاق بين الاتحاد والوزارة وتشكيل لجنة تضمّ جميع الفاعلين في صناعة النشر بالبلاد، إلّا أن التساؤلات تظل قائمةً حول استمرارية معرض مخصّص للكتاب التونسي في المستقبل، إذا لم تتمكّن الأطراف المعنية من تحقيق الشراكة في ما بينها.
يشارك هذا العام حوالي عشرين دار نشر تونسية تعرض حوالي عشرين ألف عنوان
والخطوة الأولى نحو هذه الشراكة تتطلّب تحديد موعد ثابت لانعقاد المعرض، حيث تقام دورته الحالية قبل شهرين فقط من انطلاق "معرض تونس الدولي للكتاب"، ما استدعى التوجّه إلى قارئ مختلف في أغلب الأحيان، حيث أعلنت الهيئة المديرة للمعرض، في مؤتمر صحافي عُقد أمس الثلاثاء، أن العناوين الموجهة للطفل تشكّل ما نسبته 70% من بين حوالي عشرين ألف عنوان سيتم عرضها في 64 جناحاً.
ويشارك هذا العام حوالي عشرين دار نشر تونسية ستنظّم إلى جانب معروضاتها قرابة 145 فعالية بين حفل توقيع وقراءة شعرية أو قصصية أو ندوة، بينما يتضمّن برنامج مدينة الثقافة عشرين نشاطاً يشارك فيه 96 كاتباً وكاتبة.
كما تشهد الدورة الحالية مجموعة من الأنشطة المخصّصة للأطفال، ومنها فضاء للحكواتي وورش ومسابقات لفاقدي البصر، الذين يعتمدون على الكتاب الصوتي، حيث يتزامن انطلاقها مع عطلة بالمدارس، ما يمكّن العائلات من زيارة وحضور البرامج الثقافية الموازية.
وتُعلَن أيضاً مجموعة من الجوائز التي اقترحها المنظّمون منذ الدورة الأولى، تتناول فئة الكتاب الإبداعي، والكتاب الفكري، والكتاب الموجّه للطفل والكتاب المترجم، لكن يبدو أن الجوائز ــ التي يبلغ مجموع مخصَصاتها خمسين ألف دينار تونسي ــ لم تساهم في تحقيق انتظام المعرض سنوياً كما كان يأمل المنظّمون.
وستُمنَح "جائزة نور الدين بوجلبان في الإبداع الشعري" لرضا العبيدي ومحمد العربي وعبد الفتاح بن حمودة، و"جائزة جون فونتان في الإبداع الفكري" لنور الدين عزيزة والهادي الجطلاوي ومبروك المناعي، و"جائزة محمود بلعيد في الإبداع القصصي" للأزهر الزناد وعيسى جابلي وأبو بكر العيادي، و"جائزة علياء ببّو في أدب الأطفال والناشئة" لعمر بن سالم وأحلام الحكيمي ومنصف بن مراد، و"جائزة محمد الباردي في الإبداع الروائي" لحسنين بن عمّو ومحمد صالح بوعمراني والهادي التيمومي.