مع انتهاء العام الجاري، يواصل الناشرون العرب عدّ خساراتهم التي تراكمت خلال جائحة كورونا مع إلغاء أو تأجيل معظم معارض الكتاب العربية، وآخرها "معرض القاهرة الدولي للكتاب" الذي أعلن عن إقامته في حزيران/ يونيو المقبل بدلاً من كانون الثاني/ يناير 2021.
اختار منظّمو "معرض الكويت الدولي للكتاب" إقامة دورته الخامسة والأربعين افتراضياً، حيث تفتتح الأحد المقبل، التاسع والعشرون من الشهر الجاري، وتتواصل فعالياتها حتى الثامن والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر المقبل بمشاركة أكثر من ستين دار نشر، ستعرض حوالي 4400 عنوان صادر عن دور نشر كويتية وعربية وأجنبية.
عدد المشاركين القليل يشير إلى أزمة كبيرة نتيجة عدم وجود استراتيجية وظروف موضوعية تسمح للانتقال من معارض الكتاب بوصفها نوافذ البيع الأساسية للمنشورات العربية، إلى تأسيس شبكة توزيع تتيح الكتاب على مدار العام لكلّ القراء من المحيط إلى الخليج. ومن جهة أخرى، لم تستطع معظم دور النشر أن تواكب التطورات التكنولوجية وتوفّر عناوينها بنسخ رقمية.
لم تستطع معظم دور النشر العربية أن تواكب التطورات التكنولوجية وتوفّر عناوينها بنسخ إلكترونية
المعرض الذي ينظّمه "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" في الكويت تلقّى بعض الانتقادات في الصحافة المحلية، التي رأت أن عدم انعقاده فعلياً يعود إلى تراجع أولويات الثقافة بالنسبة إلى المؤسسة الرسمية، التي ربما فضّلت توفير تكاليف كبيرة في معرض لا يشهد حركة بيوعات واتفافيات نشر وترجمة مثل معارض عربية أخرى.
يتضمّن البرنامج الثقافي العديد من المحاضرات والندوات عن بعد، منها ندوة حول "أدب الطفل" تضمّ مداخلة بعنوان "الكتاب الموجه للطفل: حالة أم مشروع؟" لـ وفاء الميزغني من تونس، و"أدب الطفل.. وتأثره تاريخياً بالأنساق الفكرية والاجتماعية" لـ حسين المطوع من الكويت، وحلقة نقاشية بعنوان "نافذة على الأدب الأفريقي" يشارك فيها الكاتبان حمور زيادة من السودان وحجي جابر من أريتيريا.
إلى جانب محاضرة بعنوان "أزمة الثقافة في ضوء التحولات الدولية" لـ حسن أوريد من المغرب، و"التمويل السلبي في وسائل الإعلام الحديث" لـ خلف العنزي من الكويت، و"رقمنة المحتوى العربي وإتاحته دولياً" لـ محمد الفريح من السعودية، والتحليل الثقافي: الأسس والآفاق" لـ عبد الفتاح شهيد من المغرب، و"مستقبل الترجمة، مستقبل أمة" لـ حسين محمود من مصر، وندوة بعنوان "الملكية الفكرية وأثرها في تطوير صناعة النشر" يتحدث خلالها حسام لطفي ومها بخيت وبسام العسعوسي من الكويت.