احتضنت المدن التونسية خلال الأيام الماضية العديد من الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، من خلال مجموعة من الأنشطة التي تحمل بعداً رمزياً في انحيازها لحق المقاومة وإدانتها جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال.
كما تغيّرت برمجة العديد من التظاهرات، التي باتت فلسطين تشكّل محوراً أساسياً فيها، ومنها "مهرجان المسرح الحديث" الذي انطلقت دورته الثامنة والعشرين في مدينة القيروان، وتتواصل حتى مساء غدٍ الخميس، بدءاً من حفل الافتتاح الذي تضمّن وقفة للعلمين الفلسطيني والتونسي.
وأقيمت عند الثالثة من عصر أمس الثلاثاء لقاء فكري تحت عنوان "المسرح والمقاومة"، بمشاركة الباحثين محمد مسعود إدريس وفتحي راشد ومحمد أمين مطاوع، استعادت مداخلاتهم ذاكرة المسرح التونسي، والعربي عموماً، في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية منذ النكبة، والتهجير القسري الذي فُرض على الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى اللحظة الراهنة.
وتُختتم الدورة الحالية بعرض موسيقي يقام عند العاشرة من صباح غدٍ بعنوان "فلسطين في القلب" يقدّم خلاله تلاميذ من المدرسة الابتدائية غربي القيروان مجموعة من الأغاني الوطنية تحت إشراف الفنان محمد دعدوشة.
وتُعرض في مساء اليوم ذاته مسرحية "تهجير قسري" عن نص لعلاء فايدي وإخراج أنيس حميدي وإنتاج "جمعية أطراس الثقافية" قرية سيدي سعد، وتتناول النكبة الفلسطينية بمشاركة الفنانين: خليل كرعاني، ووئام كرعاني، وحنان ميغري، وآية سويسي، ووسام كرعاني، وأسامة فايدي، وعلاء كرعاني.
تركّز التظاهرة التي تنظّمها "جمعية مهرجان المسرح الحديث" في المدينة على الارتجال في عدد من الورشات التي يديرها المسرحي نبيل الشهاد، حيث يقدّم المتدربون عند الحادية عشرة من صباح غداً عرضاً مسرحياً ارتجالياً.
تشارك في المهرجان خمسة عروض مسرحية أخرى، هي: "عشاء الكلاب" من إخراج يوسف مارس، و"شوق" من إخراج حاتم دربال، و"كاليغولا 2" من إخراج الفاضل الجزيري، و"حدين تراكن" من إخراج صابر الحامي، و"ثقوب سوداء" من إخراج عماد المي، ويعقب جميع هذه العروض قراءات نقدية ونقاش مع الجمهور.