بعد انتظام فعالية "ليلة الفلاسفة" كتظاهرة فكرية تناوبت مدينتا الرباط والدار البيضاء على استضافتها خلال السنوات الماضية، ها هي الفعالية تعود في نسخة هذا العام تحت عنوان جديد هو "مواعيد الفلسفة"، وضمن برمجةٍ تتجاوز هاتين المدينتين إلى كلّ من فاس ومراكش.
التظاهرة التي انطلقت يوم الإثنين الماضي وتُختَتم يوم غد السبت، بدأت بحلقات ومحاضرات حول الفكر النقدي والفلسفة احتضنتها بين الإثنين والخميس كلّ من فاس ومراكش، اللتين تُعَدّان ــ كما يشير بيان الفعالية ــ "مدينتين شديدتي الرمزية في ما يخصّ الثقافة والفكر العربيين". وشارك في هذه المحاضرات باحثون مغاربة وفرنسيون، ناقشوا أسئلةً مثل الحدود بين الحرب والعدالة، أو معنى التفلسُف في يومنا هذا من وجهة نظر المفكّرة الألمانية حنا آرندت، أو التنوّع المعرفي وتداخُل حقول البحث في الفلسفة العربية الوسيطة.
أما اليوم الجمعة، فقد شهدت الدار البيضاء عدداً من الفعاليات ضمن البرنامج نفسه، حيث قدّم الباحثون عادل حاجي وناديا تازي وبرونو نسيم أبو ضرار ثلاث مداخلات سعَوا فيها إلى الإجابة على سؤال واحد: ما هي الحدود بين الفلسفة والروحانية؟
كما شمل البرنامج إقامة "مقهى فلسفي" شاركت فيه الباحثات سلوى لوست بولبينة، وكلير ماران، وبولين كوتشيه، وتناولن مواضيع الترجمة والذات والفن، كما تبادلن الأسئلة والأجوبة مع الجمهور حول هذه المواضيع.
ومساء هذا اليوم، تشهد الدار البيضاء أيضاً (في "مسرح محمد زفزاف") لقاءً مع المفكّر الفرنسي جاك رانسير والكاتب الفرنسي جان كريستوف بايي، تحت عنوان "على حوافّ الصورة". ويناقش المؤلّفان اهتمامهما ــ كلٌّ على طريقته ــ بمسألة الصورة رغم "الحذر" الذي أبداه الفكر الغربي تاريخياً تجاهها، شارحين هذا الاهتمام، وعلاقة الفكر بالصورة، وما يمكنه أن يقول عنها وانطلاقاً منها.
وتُختتم الفعالية يوم غد في الرباط عبر أمسية في "كلّية العلوم" يشارك فيها نحو 30 من الباحثين وأساتذة الفلسفة المغربيّين والفرنسيّين الحَاضرين خلال هذه النسخة، حيث سيلقون سلسلة من المداخلات المفتوحة تبدأ عند السادسة مساءً وتنتهي بعد منتصف الليل.
ومن هذه المداخلات: "الفلسفة والحياة؛ في الحاجة إلى استرجاع الفلسفة كنمط عيش" لنبيل فازيو، و"حدود التخييل" لـ جاك رانسيير، و"كونية التجربة الصوفية" لمحمد لشقر، و"ماذا بقي من ثقافة الأنوار؟" لـ ستيفاني روزا، و"أليس المُفردُ كونياً؟" لمحمد الدكّالي.