دخلت رواية "أحدب نوتردام" إلى العربية عبر ترجمة نسختها الإنكليزية التي اختارت هذا العنوان، بينما حملت النص الذي ألّفه فيكتور هوغو عام 1831 عنوان "نوتردام باريس"، مع التركيز على شخصية البطل وإغفال بعض الترجمات صفحات حول تاريخ باريس والكاتدرائية التي خلّدها العمل.
واهتمّت النسخة العربية بتناول الصفات الشخصية والخلقية للأحدب اللقيط الذي يسمّى كوازيمودو، حركته وشكل وجهه وعينيه وأسنانه وطريقة تفكيره، في إبراز لإعاقته ودمامة شكله، مع اهتمام أقل ببقية الشخصيات التي لا تقلّ أهمية في حواراتها ووصفها عن كوازيمودو، وانسحب الأمر على المسرحيات التي اقتبست منها وظلّت تدور في المساحة ذاتها.
في عرض مسرحي جديد، يواصل المخرج المصري ناصر عبد المنعم تقديم "أحدب نوتردام" عند التاسعة من مساء اليوم الاثنين في "قاعة زكي ظليمات" بمسرح الطليعة في القاهرة منذ الشهر الماضي، استناداً إلى نسخة ترجمها وأعدّها للمسرح أسامة نور الدين.
امتلك الأحدب إنسانيةً تقرّبه إلى البشر، لكنها لا تضعه في مصافهم
يمنح هوغو صفات في غاية القبح والوحشية لشخصية كوازيمودو، ويصل به الحال إلى شيطنته بداعي اجتذاب القارئ وتوضيح صورة ذوي الإعاقة خلال القرن الخامس عشر، حيث تدور أحداث المسرحية، وكيفية تعامل الناس معهم ضمن معتقداتهم الدينية والشعبية السائدة، والتي يرى باحثون أن هوغو نفسه لم يسلم من كثير منها، وربما لذلك اختار أن تكون ذات أصول غجرية، لكنه وضع فيه إلى جانب كلّ تلك الصفات الغربية، إنسانيةً تقرّبه إلى البشر، لكنها لا تضعه في مصافهم.
تبنّى عبد المنعم رؤية العمل ذاتها، وأعاد تقديمها على المسرح من خلال لوحات استعراضية من تصميم كريمة بدير، وأشعار طارق علي، وموسيقى وألحان كريم عرفة، وتمثيل كلّ من يحيى محمود، ورجوى حامد، ومريم الجندي، ومحمد دياب، وعمرو شريف، ومحمود طلعت، وفادي ثروت، ومي السباعي، وجورج أشرف، وهبة قناوي، ومحمد عبد الوهاب، وأحمد مخيمر، وشريف فاروق، وحسام الشاعر، وآية خلف، ومحمد حسيب.
يتناول العرض قصة الأحدب كوازيمودو؛ الشخص قبيح المظهر المولود لعائلة غجرية والذي عاش مع قس كنيسة نوتردام، حيث درّبه ليكون قارع الأجراس فيها، ما جعله يفقد سمعه، لكنه كان يجيد فهم المتحدثين عبر قراءة شفاههم، وفي احتفال المجانين، يخرج كوازيمودو إلى الاحتفال فيواجهه القس بالتعنيف، ويلتقي الفتاة الغجرية الجميلة إزميرالدا للمرة الأولى، والتي كانت محطّ إعجاب جميع الحاضرين، بمن فيهم الأحدب.
يبدأ العرض بفلاش باك يُسترجع فيه مآل أزميرالدا، الفتاة الفاتنة، والأحدب كوازيمودو الذي وقع في حبها ولم يتوان عن التضحية بحياته في سبيل إنقاذ حياتها حين حاول القسّ الاعتداء عليها، وتنتهي الأحداث بإعدامها ثم قتل القس على يد كوازيمودو، الذي يتعاطف القارئ معه كشخص غير سوّي وقبيح لكنه يمتلك قلباً يشبه قلوب البشر!