يُعرَف موقع طاسيلي ناجّر جنوب شرق الجزائر، والذي صنّفته "يونسكو" ضمن قائمة التراث العالمي عام 1982، باحتوائه واحدةً من أكبر تشكيلات الرسومات الكهفية لإنسان ما قبل التاريخ في العالَم؛ وهي نقوشٌ صخرية تعود إلى العصر الحجري الحديث، وتتنوّع بين صوَر للأبقار والخيول والحيوانات البرّية والمروج والأنهار والحدائق والآلهة والمراسم الدينية.
بسبب صعوبة مناخ المنطقة الصحراوية وتضاريسها، فقد تأخَّر اكتشافُ ما بات يُوصَف بأنّه أكبر متحف طبيعي في العالَم، حتى بدايات القرن العشرين. وكان ذلك على يد الرحّالة الفرنسي برينان عام 1938، والذي سيُمهّد، لاحقاً، لأبحاث علماء الآثار والجيولوجيا في الموقع.
هذا الموقع، بما يحتويه من تُحف فنّية أثرية وبما يُحيط به من أسرار وألغاز، تتّخذ منه الفنّانة التشكيلية الجزائرية نجوى سرّاع موضوعاً لمعرضها "علامات ناجر"، الذي افتُتح الثلاثاء الماضي في "فيلّا عبد اللطيف" بالجزائر العاصمة، ويستمرّ حتى العشرين من آذار/ مارس الجاري.
يضمُّ المعرض، الذي تُنظّمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي"، قرابة ثلاثين لوحةً تُعيد فيها الفنّانة رسم المكان بشساعته وصمته، محاكيةً ما يتضمّنه من رسومات وإشارات وعلامات ورموز يعود تاريخُها إلى نحو ثلاثين ألف عام. ويغلب اللونان الأزرق والأخضر على لوحات سرّاع التي حافظت فيها على سذاجة الأشكال الأصلية وبساطتها، ودقّتها أيضاً.
هذا هو ثالث معارض التشكيلية، المولودة في مدينة سطيف عام 1970، الذي تُخصّصه لآثار طاسيلي ناجر؛ إذ قدّمت، العام الماضي، معرضَين حول الموضوع نفسه؛ هما: "أورغ ناجر" و"على هامش على أورغ ناجر".