(مرثية إلى الحكم النعيمي)
وردٌ على قبر
اللوحةُ كاملةٌ فماذا ستفعلُ باللون
تُسافرُ يتبعكُ إلى حيثُ أنت غيوماً طافحةً
تمطرُ والريشةُ ترقصُ فوقَ الليالي الطوال
لم تزلْ رطْبةً بين الخطوطِ على وجهكِ
والبيوتُ كلُّ البيوتِ تُطلُّ على الأهل
كلُّ شيءٍ على حالِه، عزلةٌ بانتظارِ المعجزة
تهبُّ الرياحُ ربيعيةً وأنت على النافذة
بعيدا
تسألُ اللونَ عن اسمِه ثمّ شيئاً فشيئا
تصيرُ اللوحةُ كاملةً حينَ تهبطُ منها فتاة
وأنت تُراقبُها أو تَخِرُّ الجبال
اللوحةُ كاملةٌ فماذا ستفعلُ بالوقتِ
لم يَطُل اللقاءُ بينكُما ترسمُ عمْركَ في نقصانِ السجنِ
ويحبسكُ الإطارُ
اللوحةُ ضيقةٌ لتخيطَ جروحكَ فيها
لكنّها وحدَها ستُصدّقُ حزنكَ حينُ تضيفُ الخطَّ الأخيرَ
وقلبكُ مبتلٌ جداً يُمطرُ كامرأةٍ تخفي المخيّمَ بين أنفاسِها
فتبدو في هبوبِ الربيعِ نسيماً
المرأةُ أجملُ اللوحاتِ
اللوحةُ كاملةٌ فماذا ستفعلُ بالضوءِ
لم يخرج الفجرُ بعدُ
تُبيِّتُ نفسكَ للصحو
حتى إذا بزغَ الضوءُ
تحكمُ إغلاقَ الفكرةِ فوقَ القماش
لتخفي عنّا نيتَك الخروج
وتُؤجّلُ لوحتَك الأخرى
تراقبُ من منفى الضوءِ الفجرَ القليلَ
صارَت الأرضُ نظيفةً ومريضةً جداً
يقودُكَ الغيمُ للصمتِ
تشتمُّ أصواتَنا في سكونِ المكان
وتحتمي بالإطارِ
لكنّه
وردٌ على قبرٍ هو اللوحةُ الكاملة.
* شاعر من فلسطين، والقصيدة في وداع الفنان التشكيلي الفلسطيني الحكم النعيمي (1974-2020).