تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "أريد عالماً متعدّد الأقطاب تذوب فيه الغطرسة الأميركية. وأريد أن تعود فلسطين إلى الفلسطينيّين"، يقول الكاتب التونسي لـ"العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
أواصل كتابة رواية جديدة بعنوان مؤقّت "الأقحوانة" وأبحث عن ناشر (كي لا أقول أحد سماسرة الطباعة) كي أطبع مجموعتي القصصية "بلابل المدينة العتيقة"، أو روايتي "حديقة لكسمبورغ" كلتاهما على مكتبي تنتظران الانعتاق، وسأعتقهما "رغم الدّاء والأعداء".
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر ما صدر لي مجموعة قصص تحمل عنوان "سيّدة شرقيّة جدّاً".
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
راض نصف الرضا، وغير راض. إنّني أتابع الكتابة ولديّ يقين بأنّ المبدع الذي يخالجه الإحساس بالإعجاب ما هو إلا فاشل أو متّجه بسرعة نحو دائرة الفشل. أحاول باستمرار أن أجدّد أدوات الكتابة وليس ذلك بيسير.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
لن أختار غير الكتابة الأدبيّة والفنّية كالرّواية والقصّة والمسلسلات التلفزيّة والمسرحيّات حتى أحقّق ما لم أحقّقه إلى الآن. تسكنني أحلام كبيرة، أشعر أنّني سأظلّ أصغر منها مهما فعلت.
تسكنني أحلام أدبية كبيرة، أشعر أنّني سأظلّ أصغر منها مهما فعلت
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أريد عالماً متعدّد الأقطاب تذوب فيه الغطرسة الأميركية. وأريد أن تعود فلسطين إلى الفلسطينيّين وينزع بعض العرب رداء الخيانة والتذلّل والخوف والانبطاح لأنّهم كلّما تذلّلوا أمام الاستكبار زادهم إذلالاً وإهانة.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
أودّ أن ألتقي بأبي الطيّب المتنبّي لأستمع إليه يصدح بصوت عال: عيد بأيّة حال عدت يا عيد، بما مضى أم لأمر فيك تجديد. أبو الطيّب المتنبّي أحسن من صوّر الإحساس بالفخر والشجاعة وعلوّ الهمّة والكبرياء والتمرّد على الحاكم الظالم.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
أتذكّر الروائيّ والقصّاص ورئيس نادي القصّة سابقاً محمد العروسي المطوي لأنّه ساعدني على الظهور في حلقات الأدب ونشر لي أول مجموعة قصص "صلعاء يا حبيبتي".
■ ماذا تقرأ الآن؟
أقرأ القرآن الكريم فهو الذي تعلّمت منه وأتعلّم دائما فنّ التعبير الجميل وصياغة الرأي والفكرة والصّورة والمشهد والقصّة وكذلك الحكمة.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أستمع لفيروز ولعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفريد الأطرش. أراوح بين هذه القامات. إنّ سماعها يطربني ويشحذ فيّ رغبة الكتابة والبحث عن التقنيات التي توصل الرّسالة إلى القارئ.
بطاقة
كاتب تونسي من مواليد 1946. يكتب الرواية والقصة والمسرحية والدراما التلفزيونية. درس في "جامعة السوربون الجديدة" في سبعينيات القرن الماضي وحصل على دكتوراه في اللّغة، الآداب العربيّة (1979)، ثم درّس الفرنسية في تونس، كما اشتغل باحثاً في "المعهد القومي لعلوم التّربية" وأشرف على عدد من المؤسسات الثقافية، كما شغل مناصب في الأمانة العامّة لجامعة الدّول العربيّة. من رواياته: "الزّيتون لا يموت" (1969)، و"الإثم" (1996)، و"امرأة يغتالها الذّئب" (1997)، و"ساحة الطرميل" (2004)، و"حيّ باب سويقة" (2008)، و"مملكة باردو" (2010)، و"أحزان الجمهوريّة الثانيّة" (2019). ومن مجموعاته القصصيّة: "صلعاء يا حبيبتي" (1970)، و"أولاد الحفيانة" (1980)، و"حكايا باريس" (2017)، وفي المسرح له: "كلاب فوق السطوح"، و"محاكمة الشيخ السفطي".