هجمات مسلّحة وآثار
في السابع من كانون الثاني/ يناير 2015، هاجم مسلّحون مقر جريدة "شارلي إيبدو" الساخرة، ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً، منهم رسامون بارزون مثل جان كابو وستيفان شاربونيير وفيليب أونوريه وجورج فولينسكي. كانت هذه الحادثة بمثابة الإعلان عن سنة دموية في فرنسا وفي أماكن متعددة من العالم.
***
في شهر شباط/ فبراير، انتشرت مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر منتسبين إلى تنظيم "داعش" وهم يقومون بتدمير الآثار الموجودة في متحف الموصل باستعمال المطارق وأدوات الحفر. كان من بين الآثار المدمّرة تمثال الثور الآشوري المجنح الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد. إضافة إلى هذه الجريمة، سجّل آثاريون عراقيون بيع التنظيم لمئات من القطع الأثرية.
***
مثّل الهجوم الإرهابي الذي تعرّض له "متحف باردو" في تونس العاصمة في الـ 18 من آذار/ مارس، هزة عنيفة للثقافة والسياحة في تونس. شهدت العملية مقتل 22 شخصاً معظمهم من السيّاح، بعد ذلك جرى إغلاق المتحف لأشهر، ثم شهد عدّة فعاليات ثقافية منددة بالتطرف الديني من حفلات موسيقية وتظاهرات تشكيلية.
***
في 20 أيار/ مايو الماضي، تحوّل المسرح الروماني في مدينة تدمُر السورية إلى منصّة يستعرض عليها "داعش" قدراته الإجرامية. بعدها بثلاثة أشهر، هدم "التنظيم" معبدين؛ هما "بعل شمين"، وجزء من "معبد بل" الروماني. كما أُعدم، على يدهم، عالم الآثار السوري خالد الأسعد.
***
في آب/ أغسطس، اهتز العالم لصور جريمة بشعة اقترفها مقاتلو "داعش" في حق الآثاري السوري خالد الأسعد (1934 – 2015) المدير السابق للآثار في تدمر. بعد أن درس التاريخ في جامعة دمشق، عمل في مصالح الآثار السورية، وكان على رأس العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة في تدمر.
***
تعد نفرتيتي بفضل تمثالها المعروض في متحف برلين، أحد أشهر الشخصيات المصرية القديمة. في تشرين الأول/ أكتوبر من هذا العام، قدّم عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز نظرية حول مكان دفن نفرتيتي، وهو أحد أهم ألغاز هذا المجال. النظرية حظيت بموافقة المؤتمرات العلمية والحكومة المصرية، في انتظار الحفريات.
أحداث وقضايا
أعلن تقرير لـ "الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية" في المغرب، الذي صدر في 2015، وجود 10 ملايين شخص في المغرب ما زالوا يعانون من الأمية، إذن ثلث سكان البلاد يعانون من الأمية، يُضاف إلى ذلك، تراجع لافت للمقروئية في بلد يبلغ تعداد سكانه، حسب الإحصاء الأخير (2015)، ما يقارب 34 مليوناً.
***
محوران رئيسيان تضمّنتهما الدورة الرابعة من "المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية" (19 - 21 آذار/ مارس 2015)، التي عقدها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في مدينة مراكش المغربية. وبينما دار الموضوع الأول حول "أدوار المثقفين في التحوّلات التاريخية"، تناول الثاني، من جهته، "الجامعات والبحث العلمي في العالم العربي".
***
نهاية تشرين الأول/ أُكتوبر، أُقيمت فعاليات الدورة الـ 20 من "معرض الجزائر الدولي للكتاب". كالعادة، لم تخلُ أكبر تظاهرة ثقافية في الجزائر من الجدل، خصوصاً بسبب اختيار فرنسا ضيف شرف، بعد الانتقادات التي وجّهها مثقّفون وصحافيون رأوا في ذلك "تكريساً لتبعية الجزائر للمستعمِر السابق".
***
شُغلت الأوساط الأكاديمية والحقوقية الأميركية في 2015 بقضية الأستاذ الجامعي ستيفن سلايطة الذي أقالته جامعة إلينوي على خلفية تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي المندّدة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي. كل ذلك كتبه سلايطة لاحقاً في كتاب صدر بعنوان "طقوس فظّة: فلسطين ومحدودية الحرية الأكاديمية". نزاع سلايطة مع الجامعة المذكورة أجبرها على تقديم تعويض له ولمحاميه بقيمة 875 ألف دولار أميركي.
***
بدأت "دار توبقال" في النصف الثاني من 2015 بإصدار الأعمال الكاملة للكاتب والناقد عبد الفتاح كيليطو. إذ تصدر هذه الأعمال في خمسة مجلدات، وتشمل مجمل الأعمال التي أصدرها بالفرنسية والعربية. من بين المؤلفات نجد "الأدب والغرابة" و"الحكاية والتأويل" و"لسان آدم" وهي مؤلفات صدرت غالبيتها في دور نشر فرنسية قبل أن يشرف الكاتب على ترجمتها لاحقاً إلى العربية.
***
بداية كانون الأول/ ديسمبر، أثار الكاتب المصري يوسف زيدان موجة من الانتقادات بسبب تصريحات تلفزيونية قال فيها إن "المسجد الأقصى ليست له قدسية دينية" أو أهمية في الإسلام. تصريحات زيدان التي تنسجم مع كلام المؤرخين الإسرائيليين لاقت استنكاراً يتعلّق بصحّتها التاريخية أو بتوقيتها وما تخدمه.
***
رغم أن تصريحاته التي أدلى بها في حزيران/ يونيو لم تكن جديدةً، إلّا أن حديث رشيد بوجدرة عن إلحاده في برنامج تلفزيوني تفاعل كثيراً. اتّهمه بعضهم بالإساءة إلى الجزائريين ومعتقداتهم، ورأى آخرون أن كلامه حرية شخصية. لم يتأخّر صاحب "الحلزون العنيد" كثيراً قبل أن يتراجع عن تصريحاته.
***
بعيداً عن الجدل الذي أثاره الشاعر السوري مجدداً هذا العام بخصوص موقفه مما يحدث في بلاده، عاد أدونيس إلى واجهة الجدل، في منتصف كانون الأول/ ديسمبر، بكتاب "عنف وإسلام" الصادر عن "لوسوي" الفرنسية. أثار الكتاب -وهو حوار أجري معه - انتقادات مثقّفين عرب، بينما حاز اهتماماً في فرنسا لتزامنه مع هجمات باريس.
الرواية وجوائزها
واصلت جوائز الرواية هيمنتها على بقية الأجناس الأدبية عربياً، وأضيفت لها "جائزة كتارا" التي فاز بها في دورتها الأولى الجزائري واسيني الأعرج عن روايته "مملكة الفراشة"، بينما عادت "بوكر العربية" إلى التونسي شكري المبخوت عن "الطلياني". لعلّ المشترك في الجائزتين تكريسهما للأسماء المعروفة ومنحهما إلى كاتبين مغاربيين.
***
في الجزائر، لا يُكتب للجوائز الأدبية عمرٌ مديد، فكثيراً ما تتوقّف بعد دوراتٍ قليلة. هكذا، جاءت "جائزة آسيا جبّار للرواية"، التي أُسّست هذا العام، بأمل أن تغطّي فراغاً في المجال. في دورتها الأولى، عادت إلى كل من عبد الوهاب عيساوي عن روايته "سييرا دي مورتي" بالعربية ورشيد بوخروب عن "تيسيلينت أوغانين" بالأمازيغية وأمين أيت هادي عن "بعيداً عن الفجر" بالفرنسية.
***
ليست كثيرة هي الجوائز العربية في حقل الترجمة، من بينها "جائزة الشيخ زايد للكتاب" (فرع الترجمة) التي ذهبت في دورتها التاسعة إلى الياباني هاناوا هاروو عن ترجمة ثلاثية نجيب محفوظ. أما الدورة الأولى من "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" فعادت إلى إمام عبد الفتاح إمام عن "أوديسا التعددية الثقافية" لـ ويل كمليكا.
***
رغم قيمتها المادية المتواضعة مقارنة بجوائز أخرى، استطاعت "جائزة نجيب محفوظ للرواية"، التي تمنحها "الجامعة الأميركية" في القاهرة منذ 1996، المحافظة على مكانة وسط جوائز الرواية العربية. في دورتها العشرين، هذا العام، حازها الكاتب اللبناني حسن داوود (الصورة) عن روايته "لا طريق إلى الجنة".
رائف بدوي وأشرف فياض
في كانون الثاني/ يناير، بدأت السلطات السعودية تطبيق حكم قضائي بجلد المدوّن والكاتب والناشط الحقوقي رائف بدوي ألف جلدة، بتهمة "الإساءة إلى الدين الإسلامي". أثار الحكم تنديداً دولياً، وتعاطفاً مع بدوي الذي اختارته "فورين بوليسي" ضمن قائمة أكثر مئة شخصية تأثيراً في 2015، كما حاز "جائزة سخاروف لحرية الفكر" لهذا العام.
***
بعد أن اعتقلته "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في 2013، ثم اعتُقل وحوكم بدايةَ 2014، أصدر القضاء السعودي حكماً في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بإعدام التشكيلي والشاعر الفلسطيني أشرف فياض، بتهمة "الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية"، استناداً إلى نصوص من ديوانه "التعليمات بالداخل" (2008)، وهو ما أثار حملة تضامن دولية غير مسبوقة ما زالت متواصلة.
مشهديات واحتفاليات
ضمن "مهرجان أفينيون الدولي للفنون المسرحية"، في حزيران/ يونيو، جرى تقديم أوّل عرض لمسرحية "ميرسو، تحقيق مضاد" المستوحاة من رواية للجزائري كمال داود تحمل العنوان نفسه. وعلى منوال الرواية، منح العرض هوية للعربي القتيل في رواية ألبير كامو "الغريب" تحت اسم موسى عبر سرد متقطّع لأخ متخّيل يُدعى هارون.
***
في 16 أيلول/ سبتمبر، قدّمت الفنانة المغربية بشرى ويزغن عرضها الكوريغرافي "أوطوف" في افتتاح "مهرجان مسرح الخريف" في باريس. اشتمل العرض على لوحات فنية متعاقبة لخمس ممثّلاث يمتزج فيها الغناء والرقص والصراخ، بشكل يكشف الأنوثة المقموعة للمرأة المغربية ورغباتها المكبوتة.
***
في الثالث من كانون الثاني/ يناير عرض الفنان المغربي لحسن زينون في "معهد العالم العربي" عمله "فرحة دكالة"، الذي اشتمل على عشر لوحات منفصلة تمزج بين الغناء والرقص والعزف، واستلهم فيها "فن العيطة" الشعبي. استثمر زينون خبرته كراقص، مقدّماً كوريغرافيا سلسة تعتمد على توظيف إيقاع الجسد.
***
في 24 حزيران/ يونيو، انطلق معرض استعادي ضخم للفنانة الفلسطينية منى حاطوم في "متحف جورج بومبيدو" الباريسي. اشتمل المعرض على أكثر من 100 عمل عكست خارطة مسارها الإبداعي منذ منتصف السبعينيات إلى الآن. ومنها أعمال الفيديو والصور الفوتوغرافية والفن الأدائي، وأيضاً الأعمال الإنشائية المركّبة والمنحوتات التي ركزّت عليها ابتداءً من التسعينيات.
***
جرى الاحتفال في 2015 بـ "مئوية المسرح المغربي"، وكانت أبرز فعالياتها قد أقيمت بشكل استثنائي ضمن فعاليات "أيام قرطاج المسرحية" في تونس التي انتظمت من 16 إلى 24 تشرين الأول/أكتوبر. تضمن الاحتفال بالمئوية عروضاً من أجيال مختلفة وعدداً من المحاضرات، إضافة إلى إصدار كتاب "دليل المسرح المغربي".
***
خلال حفل كبير أُقيم في قسنطينة تكريماً لوردة الجزائرية في ذكرى رحيلها الثالثة، أثار المطرب محمّد الطاهر فرقاني موجةً من الانتقادات حين صعد إلى المنصّة ليتحدّث عن وردة، فقال إنها كانت تملك "كباريه" في فرنسا وأنه غنّى فيه. لا سيما أن كلمة "كباريه" لها مدلول سلبي في الجزائر، ولم تكن مناسبة بحسب البعض في حفل لتكريم سيدة حملت اسم الجزائر طوال مسيرتها الفنية.
الشاشة العربية الكبيرة
بعد مشاركته في "مهرجان لوكارنو" الذي قاطعه سينمائيون بسبب شراكته في 2015 مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، شارك مرزاق علواش في أيلول/ سبتمبر في "مهرجان الأفلام الدولي" في حيفا المحتلّة بفيلمه "مدام كوراج"، ما أثار استياءً دفع وزارة الثقافة إلى سن قانون يمنحها حقّ منع الأفلام التي تموّلها من المشاركة في بعض المهرجانات.
***
كادت "أيام قرطاج السينمائية" (21 - 28 تشرين الثاني/ نوفمبر) هذا العام أن تلغى بعد أيام قليلة من افتتاحها بسبب العملية الإرهابية التي ضربت العاصمة التونسية في 24 من نفس الشهر، والتي أعلنت على إثرها حالة الطوارئ في البلاد. رغم ذلك أصرّت الجماهير وضيوف المهرجان والإدارة على مواصلة المهرجان.
***
من آخر إنتاجات 2015، شريط "قصر الدهشة" للمخرج التونسي مختار العجيمي. كانت أول عروض الفيلم ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وهو من تمثيل فاطمة بن سعيدان وهشام رستم وجمال مداني. يتحدّث العمل عن مصحّة لمعالجة ذوي الاحتياجات الخاصة تحوّلت إلى ملجأ لمعارضين سياسيين.
***
يمكن اعتبار فيلم "ذيب" للمخرج الأردني ناجي أبو نوار أكثر الأفلام العربية مشاركة في المهرجانات السينمائية العالمية؛ سيما العالمية كالبندقية وطوكيو ولندن. تدور أحداث الفيلم عام 1916 في شبه الجزيرة العربية أواخر الحكم العثماني، ويحكي قصة ابني أحد شيوخ القبائل البدوية ذيب وشقيقه الأكبر حسين.
***
بسبب ما اعتُبر إساءة إلى المجتمع المغربي، كان فيلم نبيل عيوش "الزين اللي فيك" أكثر الأعمال العربية إثارة للجدل بسبب موضوعه وما وصفه بعضهم بتعمُّده الاستفزاز. يتطرّق الشريط إلى موضوع الدعارة في مدينة مرّاكش وتداخلها مع السياحة. بدأت الحملات ضد العمل منذ ظهور ومضاته الإعلانية في اليوتيوب، وجرّاء الحملات ضدّه، منعت الحكومة المغربية عرضه في الصالات.
***
فيلم "بتوقيت القاهرة"، للمخرج المصري أمير رمسيس، تميّز بجمعه بين أجيال مختلفة من السينما المصرية، وتسليطه الضوء على راهن المجتمع المصري، من خلال ثلاث قصص متداخلة من عوالم الجريمة والفن. الفيلم كان آخر ظهور لنور الشريف، وشارك فيه كل من ميرفت أمين وشريف رمزي وكندة علوش ودرّة زرّوق.
***
"جوق العميين"، الفيلم الروائي الأول للمخرج المغربي محمد مفتكر، أثار من حوله أصداء إيجابية في البلاد العربية التي عرض فيها، حاصلاً على جوائز أساسية في معظم المهرجانات التي عُرض فيها داخل وخارج المغرب. الفيلم يدور حول الحياة الاجتماعية المغربية في السنوات الأول بعد الاستقلال.
اقرأ أيضاً: تلويحة لمن رحلوا في 2015: نجوم ذهبت مع الليل