قد يكون صحيحاً أن مهرجان "الفيلم الجبلي" في مدينة زغوان التونسية، يجسّد حالة مختلفة عن بقية التظاهرات السينمائية، سواء من خلال خياره التخصّص في هذه النوعية من الأفلام التي قلما تهتم بها المهرجانات والجوائز، أو من خلال ابتعاده عن قاعات العاصمة والاقتراب بالتالي من جماهير مناطق بعيدة عن العاصمة.
غير أن المهرجان الذي يُختتم مساء اليوم بقي هذا العام في الظلّ، لعلّ أحد أسباب ذلك هو أنه ينتظم بالتوازي مع "أيام قرطاج السينمائية" التي تحتكر الأضواء، وإن كان المنظّمون يراهنون على توفير فضاء سينمائي بديل في "فترة الاحتكار" هذه. غير أن برنامج هذا العام قد يُفسّر أكثر قلة الاهتمام به.
ففي قائمة الأفلام المشاركة في هذه الدورة الثالثة سنلاحظ افتقارها إلى الحضور العربي، إذ لا نجد بين 15 فيلماً مشاركاً، سوى فيلمين عربيين، كلاهما من تونس، في مقابل عشرة أفلام فرنسية، وفيلمين أميركييْن ومشاركة بعمل واحد لكل من بريطانيا وسلوفاكيا.
الأفلام التونسية المشاركة هي "العبور" لـ نادية تويجر، وهو فيلم الافتتاح الذي عُرض ونوقش يوم الجمعة الماضي، إضافة إلى فيلم "الحالم" لـ ربيع بن إبراهيم.
لعلّ هذا البرنامج هو ثمن تخصّص المهرجان، حيث من الصعب أن يُؤمّن – في دورة ثالثة - أفلاماً "جبلية جديدة" من البلدان العربية في ظلّ عدم اهتمام السينمائيين بهذا الشكل السينمائي، غير أن خيارات القائمين عليه أمام هذا الوضع انحصرت في أسهل الحلول باعتماد مكثّف على أفلام فرنسية، وبدرجة أقل أميركية، في حين أن تجارب سينمائية متعدّدة في العالم، آسيوية وأفريقية وأميركولاتينية، يمكنها أن تسهم في قائمة الأفلام وتشكّل إضافة للمهرجان.