ينطلق اليوم "مؤتمر العامية" في "أتيليه القاهرة"، ويتواصل لثلاثة أيام بمشاركة عدد كبير من شعراء العامية المصرية والنقّاد.
تركّز الدورة الثالثة على استعادة أبرز الأسماء التي كتبت بالعامية المصرية، وقد أخذ كل منها اتجاهاً وصوتاً منفرداً لا يشبه الآخر، حيث تستعيد الدورة تجارب؛ نجيب سرور ومحمد الحسيني وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب وطاهر البرنبالي ومجدي الجابري، وإن كان بعض هذه الأسماء قد ترك تأثيراً كبيراً على المستوى العربي وخاض في النقد والهجاء السياسي والاجتماعي، فإن استعادتها تجعلنا نسأل: أين هو شاعر العامية المصري اليوم؟
اليوم الأول يفتتح مع الشاعر نجيب سرور (1932-1978)، الذي لم تقتصر تجربته على الشعر فقط، كما هو معروف، بل والمسرح بشكل أساسي، وكانت مضامين عمله الأدبي سياسية واجتماعية ناقدة وناقمة ومتهكّمة، من أهم أعماله "ياسين وبهية" و"البيرق الأبيض" و"بروتوكلات حكماء ريش" و"رباعيات نجيب سرور" التي كتبها بلغة شديدة الجرأة مسجلاً فيها آراءه السياسية والاجتماعية والثقافية.
يتناول أعمال سرور الأدبية في الجلسة التي تقام عند السادسة من مساء اليوم، كل من الأكاديمي مدحت الجيّار والشاعر يسري حسّان والشاعرة سامية حبيب والمسرحي علي أبو سالم.
أما تجربة الشاعر الراحل محمد الحسيني، الذي تتوفر عنه معلومات قليلة، فيقدمها الناقد أمل سالم، ويشارك بمداخلات فيها كل من الأكاديمي يسري عبد الغني والشعراء عمرو المصري ومحمد الشرقاوي وآخرين.
غداً الأحد تخصص الأمسية لاستعادة تجربة الشاعر الغنائي الراحل سيد حجاب (1940- 2017)، الذي تخصص تقريباً في كتابة الأعمال الدرامية، حيث يعرض فيلم تسجيلي عن حياته، في حين يتناول تجربته بالقراءة والنقد كل من الأكاديمي علي عفيفي، والشعراء محمد علي عزب، ورأفت رشوان، وزين العابدين فؤاد.
أما الشاعر مجدي الجابري (1961-1999)، فإلى جانب تجربته الشعرية القصيرة والغزيرة، فقد عمل باحثاً في الثقافة الشعبية وله عدة دراسات منشورة فيها، ومن مجموعاته الشعرية "أغسطس" و"بالضبط وكأنه حصل" و"طرطشات موجة حلم" و"ولو على سبيل التخلص من الكتابة الأخرى". يشارك في تقديم تجربته الفنان حسن زكي والكاتبة صفاء عبد المنعم.
اليوم الأخير من المؤتمر يقف عند تجربة أحمد فؤاد نجم (1929-2013)، أحد أبرز شعراء العامية المصرية المؤثرين عربياً، وأشد الأصوات انتقاداً لحقبة ما بعد هزيمة 1967، والذي اشتهر بأغانيه التي قدمها مع الشيخ إمام، حيث يتحدث عنه كل من الكاتبين أحمد بهاء الدين شعبان، ويوسف محمد، والشاعرين مسعود شومان، وأشرف أبو جليّل.
أما الأمسية التي يختتم بها المؤتمر فتعود إلى تجربة طاهر البرنبالي (1958-2017)، الذي رحل مطلع هذا العام، وقد كتب أشعار العامية للأطفال أيضاً، وكان يعمل طبيباً بيطرياً. رحل البرنبالي بعد صراع مع المرض دون أن يلتفت أحد إلى علاجه، من أعماله الشعرية "طفلة بتحبي تحت سقف الروح" و"طارت مناديل السعادة" و"طريق مفتوح ف ليل أعمى".
إلى جانب هذه الاستعادات تقام أمسيات يتحدث فيها شعراء عاميون عن تجاربهم، من هؤلاء سمير عبد الباقي وفؤاد حجاج وناجي شعيب.