"تصوير البشر في الفن الإسلامي: شخصيات مقدسة، أمراء وعامة"، هو عنوان المعرض الذي افتتح أمس في متحف "ديفيد" في كوبنهاغن، ويتواصل حتى 13 أيار/ مايو 2018.
يتضمن المعرض 57 قطعة من أعمال كلاسيكية في التراث الفني الإسلامي، كلها تظهر فيها شخصيات من البشر.
يقول بيان المعرض إن كثيرين يعتقدون أن تصوير البشر محرّم في الإسلام، وأن الأمر مثير للجدل في الثقافة الإسلامية، لافتاً إلى أنه وبينما كان هناك تدمير للرسومات والمنحوتات التي تمثل بشراً/ أصناماً على يد متشدّدين، نجد أنّ هناك الكثير من الأعمال الفنية التي يظهر فيها الجسد الإنساني كعنصر أساسي.
يتنوع ظهور هذه الشخصيات، بين أن تكون جزءاً من رسومات لكتب لا سيما المنمنمات، أو على أطباق من السيراميك، أو على قطع معدنية وأنسجة وسجاجيد، وحتى من خلال العمارة.
يركز المعرض على الطرق المختلفة التي جرى بها رسم وتصوير الإنسان في الفن الإسلامي، في أعمال منها ما كان للزينة، أو لهدف علمي مثل رسومات التشريح والرموز، ومنها ما هو مرسوم لسرد حكاية كما لو كانت قصة مصوّرة، ومنها ما يشكّل رسومات مستقلة قائمة بذاتها.
يشير بيان المتحف إلى أن معظم الشخصيات التي رسمت في الأعمال الفنية الإسلامية، شخصيات رفيعة وصاحبة سلطان من الطبقة الحاكمة والأمراء ورجال القصر.
كما يلفت إلى وجود رسومات لشخصيات مشتركة في الديانات المختلفة، فهناك تمثيلات للنبي نوح ومريم العذراء والملك سليمان. وفي بعض الرسومات يوجد تمثيل للنبي محمد خاصة عند تصوير الإسراء والمعراج، وكذلك هناك تصاوير لعلي بن أبي طالب.
من الثيمات اللافتة التي يقف عندها المعرض، هو الكيفية التي جرى من خلالها تقديم المرأة أو تصويرها، إلى جانب مجموعة من الأعمال التي قدمت الكائن الغرائبي والعجائبي ونصف البشري.
بعض الأعمال المعروضة هي من مقتنيات المتحف، الذي يضم مجموعة كبيرة مخصصة للفن الإسلامي، فيما يعرض بعضها الآخر لأول مرة بعد أن اقتناه المتحف مؤخراً، من هذه مخطوط "بستان سعيد الشيرازي"، وفيه رسومات تظهر شخصية "درويش" يعبر النهر على البساط، ورسومات من مخطوط "نهج الفراديس" الذي يصور رحلة الإسراء والمعراج.
يبدو موضوع المعرض في غاية الأهمية، بالنسبة للمتلقي الدنماركي الذي جرب غضب الشارع الإسلامي سابقاً، عند تصوير النبي محمد بطريقة كاريكاتيرية، حيث يقدم المتحف فرصة لرؤية طرق التصوير الإسلامي، الذي يقدّم المقدس على نحو كان مقبولاً في ثقافات بعض البلدان الإسلامية، مثل إيران وتركيا، وهي ثقافات لديها تقاليد في كيفية تقديم الشخصيات الدينية والمقدسة كأيقونات، لا تختلف في ذلك عن موقف الديانات الأخرى من رسم هذه الشخصيات.