تحت عنوان "إشكالية مناهج البحث في العلوم الإنسانية"، ينطلق المؤتمر الذي ينظمه "مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة" في الجزائر صباح 27 من الشهر الجاري ويتواصل ليومين.
يسعى المؤتمر وفقاً للقائمين عليه إلى فهم أسباب القصور في تظور مناهج البحث في العلوم الإنسانية في المجال الدراسي العربي، ويدرس مبررات القول بوجود أزمة حقيقية فيها، متسائلاً إن كان للصدمة الحداثة أثرها في ما يعيشه البحث العلمي من تأخر في العالم العربي بشكل خاص والإسلامي عموماً.
في هذا السياق، يبحث المؤتمر في علاقة مناهج البحث في العلوم الإنسانية بـ مرجعياتها الفكرية العربية والإسلامية وطبيعة العلاقة معها من حيث القطيعة معها أو الاستناد عليها والانطلاق منها.
تدور الجلسات النقاشية حول ستة محاور أساسية، تبدأ مع نشأة وتطور وأنواع المناهج المعتمدة في العلوم الإنسانية لدى المسلمين، ونظرية المعرفة عند العلماء المسلمين، وأثرها في تشكيل مناهجهم في هذا الحقل.
كما يدرس المشاركون علاقات التأثير والتأثر بين مناهج عند المسلمين ومثيلاتها عند الغرب، وفي ضوء ذلك إشكاليات توظيف المناهج الغربية.
يذهب المؤتمر إلى تفنيد العوائق الإبستيمولوجية التي تعترض الباحث العربي، وكيفية التعامل معها، وأخيراً دور مراكز ومخابر البحث في الارتقاء بالبحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية.
تأتي تساؤلات المؤتمر لتدرس "الصدع" الذي حدث بين البحث في العلوم الإنسانية ونمط تفكير الباحث في الواقع العربي، وتأثير هذا النمط على منهجية الدراسة والمعرفة، فلطالما عاش هذا الباحث ثنائية التقليد والتجديد، والقدرة على الانفتاح على الواقع الجديد الذي تعرفه أبحاث هذا الحقل المعرفي اليوم.