أية صورة يمكن أن يقدّمها الفن العربي عن واقع ومسارات تاريخ المنطقة لمشاهد أوروبي؟ أليست هذه الصورة في الأخير مرآة لهذا الأوروبي باعتبار أن مفاهيم الفن الحديث هي في الأصل مفاهيم تبلورت في الغرب؟
بهذه الأسئلة تنشغل المحاضرة التي تلقيها غداً الباحثة السويسرية من أصول عربية سيلفيا نايف في فرع "معهد العالم العربي" في مدينة توركوان شمال فرنسا. وهي محاضرة تأتي بالتوازي مع عرض مئة عمل تشكيلي عربي من مجموعة "بارجيل" في المقر الرئيسي للمعهد في باريس منذ نهاية الشهر الماضي.
موضوع المحاضرة يمثّل المحور الرئيسي لأعمال نايف البحثية في السنوات الأخيرة، والتي تنطلق من إشكالية أن الفن الحديث في العالم العربي انبثق كنتيجة احتكاك بين حساسيات الفنانين العرب (نهاية التاسع عشر وبداية القرن العشرين) مع الغرب من زاويتين؛ الأولى هي المد الاستعماري أي حضور الغرب في الشرق، وفي مقابل ذلك حضور الشرق في الغرب من خلال زيارات مثقفين عرب إلى أوروبا.
هذه المنطلقات تتحوّل في ما بعد إلى مسارات متعدّدة وموازية لتواصل تطوّر الفن الحديث في فضائه الأصلي في أوروبا. من هذا المنظور "الما بين ثقافي"، تقدّم الباحثة طرحها حول تاريخ "الفن الحديث في العالم العربي".
تعتبر نايف من المتخصّصين القلائل في مجال تاريخ الفن المعاصر في العالم العربي، وهو تخصّص يوازيه اشتغالها على مستوى البحث والتأليف حول الصورة في الحضارة الإسلامية. من بين مؤلّفاتها "الحداثة المرئية في العالم العربي وتركيا وإيران" (2016، بالاشتراك) و"هل توجد قضية صورة في الإسلام؟" (2004).