استطاعت السينما البرازيلية منذ خمسينيات القرن الماضي، أن تجسّد عبر تياراتها الواقعية سنوات الاستعمار البرتغالي ومرحلة الاستقلال ورصد التغيّرات الاجتماعية والاقتصادية التي أعقبت ذلك، عبر نتاجاتها المتعدّدة كمّاً ونوعاً، إضافة إلى التطوّر الهائل الذي شهدته في صناعة الفيلم خلال العقدين الآخيرين.
للسنة الثانية على التوالي، تقدّم جمعية "ميتروبوليس" بالتعاون مع "المركز الثقافي البرازيلي" والسفارة البرازيلية في بيروت "مهرجان الفيلم البرازيلي"، الذي ينطلق عند الثامنة من مساء الأربعاء المقبل، ويتواصل حتى الثالث من أيلول/ سبتمبر بمشاركة خمسة أعمال أنتجت مؤخّراً.
تفتتح الدورة الحالية بفيلم "إليس" (2016) لـ هوغو براتا، الذي يروي سيرة حياة المغنية البرازيلية الراحلة إليس ريجينا (1945 – 1982) وتجربتها الغنية في الجاز وتجديد الأغنية الشعبية رغم قصرها، واقترابها من الفئات المهمّشة وعدائها للدكتاتورية في بلادها، كما يسلّط الضوء على رحيلها المبكر وهي في السادسة والثلاثين إثر جرعة مخدرات زائدة، وعلى جنازتها التي شارك فيها عشرات الآلاف من مدن برازيلية عدّة.
مساء الخميس، يُعرض فيلم "المجد والنعمة" (2017) لـ فلافيو تامبيلليني، ويتناول قصة أم تعيش مع ولديها وتعمل في مجال العلاج الطبيعي، حتى تصاب بتمدّد الأوعية الدموية في الدماغ، لتتلاحق الأحداث التي تعرض للجانب الإنساني التي تعيشه الأم وما يطرأ من تغيّرات في محيطها.
"تحت الضغط" (2016) لـ أندروشا وادينغتون يقدّم الخميس، يروي حادثة عاشها طبيب مع فريقه إثر صدام بين الشرطة وأحد تجّار المخدرات، حيث يتعيّن عليه اتخاذ قرارات صعية بعد وصول المصابين إلى المستشفى الذي يقع في واحد من الأحياء الفقيرة في المدينة، ويعاني نقصاً كبيراً في تجهيزاته ومرافقه.
كما يُعرض فيلما "من أين أراك" (2016) لـ لويس فيلاسا، في مقاربة ساخرة لطلاق يفرّق بين زوجين عاشا علاقة حب لعشرين عاماً، و"حيث أنا كبرت" (2016) لأ ماريليا روشا الذي يتعرّض لقصة امرأة برتغالية تقرّر مغادرة البرازيل بعد أن قضت أغلب عمرها هناك.