يقيم معهد "غوتة الثقافي" في القاهرة، سلسلة من المحاضرات طيلة عام 2018، موضوعها أسئلة الموسيقى اليوم والإنتاج الموسيقي، بالتعاون مع "نادي القاهرة لـ الجاز" و"الرابطة الأوروبية المصرية للموسيقى المعاصرة".
ترمي السلسلة إلى تأسيس قاعدة معرفية عن التطور الموسيقي اليوم، وعلاقة الثورة التكنولوجية بهذا الحقل الإبداعي الإنساني وفهم التحوّلات التي تحدث فيه اليوم، وتعقيدات عملية التأليف الموسيقي المعاصرة ويشارك فيها كتّاب ونقّاد موسيقيون ومحاضرون وصحافيون.
تنطلق هذه السلسلة عند السابعة والنصف من مساء السبت 13 من الشهر الجاري، بمحاضرة تلقيها المؤلّفة الموسيقية الألمانية بريجيتا مونتندورف والتي تتناول التأليف الموسيقي العابر للوسائط، وعلاقة وسائل التواصل الاجتماعي بالإنتاج الموسيقي.
تتطرّق المحاضرة للدور المركزي الذي يلعبه التركيز على أشكال تأليفية بعينها في أنماط التواصل، وكيف تختلف هذه النتائج وفقاً لنمط التواصل واقعي/ افتراضي.
تعرّج مونتندورف إلى ما تسميه "الخصوصية العامة"، وهي سلسلة من المقطوعات التي قامت بإطلاقها للتأليف الجماعي من خلال اليوتيوب والسولو والإلكترونيات، والتي تعرّفها بأنها "التأليف الموسيقي الاجتماعي"، كنموذج للحساسية الجديدة.
وفي الجزء الأكبر من المحاضرة تتحدّث المؤلفة عن تجربتها في الاشتغال على المقطوعة الأوبرالية التي ألفتها بعنوان "حبيبتي وداعاً"، والتي انطلقت فيها من الفصل الأول من رواية جيمس جويس "يوليسيس"، وتعتمد فيه على صوت بشري منفرد، وتلعب على العواطف كما لو كانت آلة موسيقية، حيث تلقي بعض كلمات جويس مؤداة فتبدو المقطوعة كما لو كانت مشهداً درامياً مسرحياً أوبرالياً معاصراً.
ويتضمّن مشروع الموسيقية الألمانية بحثاً في ترجمة الظواهر الاجتماعية إلى مقطوعات موسيقية تستكشف طبقات الهويات وتراكماتها، حيث ترى أن التحولات التي تمسّ العمل الموسيقي ليست إلا انعكاساً للتنمية الاجتماعية.
تعمل المؤلفة حالياً على أسطوانة "قد يكون كله وهماً"، والتي تنتهي منها قريباً وتصدرها على يوتيوب مع بعض التسجيلات الأخرى.
طبيعة إنتاجها هذا، ينسجم مع ما تفكر فيه من التفاعل بين الثقافة الرقمية التي بنيت على أساس الحاجة الاجتماعية، وبين مخاطبة الحاجات الفردية، وهو أمر تجري مناقشته في المحاضرة.