السيمفونية الثالثة لـ سانس، تنتمي إلى موسيقاه التي عرفت الالتزام بالمعايير والأسس الأكاديمية وابتعاده عن الارتجالات في بناء ألحانه التي كان يعدّها تعبيراً عن الإفراط في الرومانسية، بينما ينظر إلى الموسيقى بوصفها فناً يحاكي العقلانية والاتزان وأن عليها أن تعكس الدقة والوضوح.
عمل صاحب "رقصة الموتى" منذ عام 1853 عازفاً للأورغن في الكنيسة، واستمرّ فيها أكثر من عشرين عاماً، وخلال تلك الفترة ألّف أبرز سمفونياته ومنها "السيمفونية الرابعة"، و"الكونشيرتو المصري". ورغم تقديمه عدّة تراتيل دينية إلا أنه لم يجر التعامل معها على هذا الأساس، لأنها لا تبعث على الحماس والعاطفة.
اعتبرت سيمفونية الأرغن من أكثر أعمال سانس تطوّراً وإن لم تنل شعبية، كما رأى فيها نقّاد انعكاساً لسيرته الشخصية والمهنية، بعد فقده أحد أعزّ أصدقائه الموسيقي النمساوي فرانز ليست، الذي رحل في السنة التي شهدت ولادة العمل، ليعدّ بمثابة تحية له، لذلك حملت جزءاً من مراجعاته للماضي ولتاريخه الموسيقي.
من جهته، قاد وين مارشال "الأوركسترا البريطانية" في فترة سابقة، وهو عازف محترف لآلتي الأرغن والبيانو، وقد أدّى العديد من الأعمال الكلاسيكية لموسيقيين مثل ليونارد برنشتاين، وجورج غيرشوين، وديوك إلينغنون، ويقدّم إلى جانب ذلك حفلات خاصة يذهب في بعضها إلى عزف موسيقى الجاز.
عمل عازفاً مع عدد من الفرق الأوروبية والأميركية ولا يزال، وبدأ تسجيل ألبومه الأول عام 1990 بعنوان "عازف الأرغن الموهوب"، ومنذ ذلك الوقت أصدر أكثر من عشرين ألبوماً بعضها شمل توزيعاً جديداً لعدد من الموسيقيين المعاصرين؛ من بينها: "أعمال البيانو" (1999)، و"نوعان" (2000)، و"مقطوعات شعبية على الترمبيت والأرغن"، و"بلوز" (2006).