يعدّ الكاتب الألماني من أصل إيراني، نافيد كرماني (1967)، أحد أبرز المتخصّصين في الدراسات الإسلامية في ألمانيا، ودراساته تثير مزيداً من الاهتمام في أوساط الرأي العام والتي تدور معظمها حول التحولات الثقافية والاجتماعية في أوروبا ومستقبلها.
في كتابه "من نحن؟ ألمانيا ومسلموها" (2011) والذي تُرجم إلى العربية، يتناول قضايا راهنة يتصاعد حولها الجدل في المجتمع الألماني مثل بناء المساجد والمؤتمرات التي تبحث واقع المسلمين ومسار الاندماج لديهم، مفصّلاً ما يتولد عند المسلمين الأتراك بسبب الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشونه من إحساس بالكراهية يعبّر عنها في شكل ألفاظ دينية تجاه الغرب.
يستضيف "معهد غوته" في حي الدقي في القاهرة عند السابعة من مساء يوم غد الثلاثاء نافيد كرماني في حوار يجمعه بالكاتب المصري عزت القمحاوي والمترجمة نيرمين الشرقاوي، لتسليط الضوء على أحدث كتبه المترجمة إلى العربية بعنوان "بزوغ الحقيقة: على دروب اللاجئين عبر أوروبا" (منشورات "صفصافة")، ويدير الحوار الكاتب محمد شعير.
يتناول الكتاب في سرد يتراوح بين الكتابة الأدبية والصحافية رحلات المهاجرين من بلدان الشرق والجنوب الذين وصلوا إلى أوروبا بالقوارب، حيث يصف ما يواجهونه في الرحلة وما يعانونه على الطريق نحو الأمل بحياة أفضل.
يتوقف أيضاً عند تراجع في الحقوق مصحوب بطموحات سيطرة في كل مكان بالقارة، ففي ألمانيا صارت الهجمات على اللاجئين أكثر من أن تعدّ، مشيراً إلى ولادة عصر جديد لم يتجهّز له الكثير من الأوروبيين على المستوى الفكرى والأخلاقي بعد، وغالباً ما يركض وراءه منتهزو الفرص من ذوي التوجهات القومية الجديدة.
يلفت المؤلّف إلى أن "رحى الحرب تدور على الحدود الجنوبية والشرقية لـ"غيتو" الرخاء الذي نعيش فيه؛ أي أوروبا، وكل لاجئ هو رسول تلك الحرب؛ إنهم يمثلون بزوغ الحقيقة في وعينا"، ومن خلال رصده لحالات لاجئين في تركيا واليونان وألمانيا، يؤكد أن اللحظة الراهنة تمثّل نقطة تحوّل في التاريخ الأوروبي، ما قبلها ليس كما بعدها.
كما يوقّع كرماني عند السابعة من مساء اليوم التالي، الأربعاء 24 تشرين الأول/ أكتوبر، روايته "حب كبير" الصادر عن دار "الكتب خان" بترجمة أحمد علي، حيث تقدّم الناقدة الأدبية شيرين أبو النجا ورقة حول العمل الذي يروي قصة حب تجمع مراهقاً مع فتاة تكبره في السن في استعادة لتراث العشق في ثقافات مختلفة.