يبدو الإعلان عن موسم الدخول الثقافي في المغرب أقرب إلى عادة تحفل ببعد شكلي دون مضامين حقيقية، إذ ليس هناك فترة محدّدة في السنة لظهور الإصدارات الحديثة، ولا يمكن ملاحظة فعاليات منتظمة وثابتة مرتبطة بها، أو تكريس الصحافة والإعلام جزءاً من اهتمامها بهذا الشأن.
كما لا يعثر المتابع على مطبوعات تُقدّم خارطة تفصيلية لحركة النشر في جميع الحقول الإبداعية والمعرفية، وهذا كلّه يتصل بغياب معايير وأسس تتعلّق بصناعة الكتاب تحكم أطرافها الثلاثة متمثّلة في الناشر والكاتب والقارئ معاً.
رغم ذلك، تحافظ وزارة الثقافة على تقليدها المعتاد كلّ عام من خلال إعلانها عن فعاليات الدخول الثقافي التي تستضيفها المكتبات العامة في مدن عدّة، حيث افتتح موسم 2018-2019 في التاسع عشر من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل، ويتضمن لقاءات وندوات فكرية.
عند الثالثة من بعد ظهر اليوم الأربعاء، يحلّ الشاعر والناقد المغربي صالح بوسريف ضيفاً على "المكتبة الوسائطية" في الرباط، لتوقيع مجموعته الشعرية الجديدة "رفات جلجامش"، كما ينظّم له توقيع مماثل في فاس بعد غدٍ الجمعة.
أما الكاتب خالد بلقاسم فيوقّع كتابه "مرايا القراءة" في فضاء "المكتبة الوسائطية ابن خلدون" في مدينة خريبكة، في التاسع من الشهر المقبل، ويحتضن "المركز الثقافي محمد حجي" في العاشر من الشهر المقبل حفل توقيع رواية "حور تشرب الشاي مع القمر" للكاتب جمال بوطيب.
احتفاءً بالمسرح المدرسي، ستتم استضافة خديجة بوكة لتقديم كتابها "صمت! لنمثلّ" في الأول من الشهر المقبل في "المركز الثقافي المنصور" في العاصمة المغربية، إلى جانب ندوة حول "خصوصيات الأدب النسائي المغربي" في الحادي والثلاثين من الشهر المقبل في الفضاء ذاته، وتتحدّث خلاله ندى العمراتي، ولطيفة مفيد، وعواطف الإدريسي.
في التاسع من الشهر المقبل، يستضيف "المركز الثقافي" في مدينة أيت ملول الباحث محمد أكناض ليقدّم محاضرة بعنوان "الأدب الأمازيغي الحديث: سؤال النشأة ورهانات المرحلة"، وتلقي الكاتبة فاطمة فراس في الثلاثين من الشهر في "المركز الثقافي محمد خير الدين" محاضرة بعنوان "أدب الطفل باللغة الأمازيغية".
كما يُفتَتح "مختبر القراءة" الذي يديره الكاتب علي آيت أوشان، وتُقام ندوة حول صناعة الكتاب تخص قصص الأطفال في فاس، يشارك فيها كل من زهير قاسمي وفاطمة الزهراء الزولاتي.