انطلقت فعاليات الدورة الثانية من "ملتقى قفصة للفوتوغرافيا" أمس، وتتواصل حتى بعد غدٍ الأحد، بالتزامن مع "ملتقى الصورة للبحر والمدينة" الذي تُنظّمه "المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية" في مدينة المنستير التونسية حتى نهاية الشهر الجاري.
افتتاح ملتقى الفوتوغرافيا كان مع معرض بعنوان "الحبس كذّاب"، ويضم 24 صورة فوتوغرافية التقطها نزلاء سجن قفصة بإشراف المصوّر الصحافي أيمن زوالي.
درّب زوالي عشرة مساجين لعدّة أشهر، من خلال ورش مختلفة، على استخدام الكاميرا والتقاط الصور بطريقة فنية، وكان الهدف الضمني لهذه التجربة هو أن يعكس السجين رؤيته للعالم بعد دخوله السجن مهما كانت مدّة حبسه؛ إذ تتغيّر النظرة إلى الطبيعة والفراغ والبيوت والبشر بعد قضاء فترة في مكان مغلق وقاس كالسجن.
لا يمكن تصوُّر أن هذه الأعمال الفوتوغرافية ليست لمصوّرين في طور الاحتراف، ففيها من الجماليات وإتقان التقنية ما يجعل المتلقّي يعتقد أن خلفها يد تتمتّع بدرجة من الموهبة.
وكان المتلقى أعلن قبل انطلاقه عن مسابقة وطنية للتصوير محورها "السعادة"؛ حيث خصّص معرضاً للأعمال التي اختيرت ضمن المسابقة، ويختتم بإعلان الفائزين فيها.
يُنظّم "قفصة للفوتوغرافيا"، أيضاً، ورشة تتطرّق إلى معالجة الصور القديمة بتقنيات حديثة، يديرها المصوّر محمد علايلي، إضافة إلى رحلات يومية للمصوّرين المشاركين إلى المناطق الأثرية في قفصة، لتوثيق المدينة بيومياتها وتاريخها.
عن الدورة الجديدة، يقول مدير التظاهرة نزار السعيدي، في تصرحيات صحافية، إنها تتوجّه إلى شباب قفصة وتحاول تمكينهم من أدوات التصوير وتقنياته، كما تُنشّط ثقافة التصوير الاحترافي وتفتح المجال فيها.
من جهة أُخرى، وضمن فعاليات برنامج "مدن الفنون"، انطلقت أمس فعاليات الدورة الرابعة من "ملتقى الصورة الفنية للبحر والمدينة" في دار الثقافة بالمنستير.
يتضمّن برنامج التظاهرة، التي تقام تحت شعار "الصورة والبحر"، عروضاً فرجويةً وموسيقية، إلى جانب معارض للصور الفوتوغرافية الموزّعة في أماكن مختلفة بالقرب من ميناء المدينة.
كما يضمّ الملتقى معرضاً لآلات التصوير الفوتوغرافي القديمة والحديثة للفنان عمر عبادة حرز الله، وورشةً بعنوان "التصوير الليلي" يُديرها المصوّر كريم الزين، وتتناول بشكل أساسي جماليات البحر في الليل وكيف يمكن التقاطها، حيث يُقام معرض للأعمال التي ينجزها المشاركون خلال الورشة في ختام الملتقى.