رحيل إبراهيم حجازي.. ذاكرة أم درمان ومسرحها

ولد الراحل في حي بقعة المهدي التاريخي في مدينة أم درمان، وتلقّى تعلميه الابتدائي في "مدارس الأقباط"، إلى جانب حفطه القران والشعر العربي القديم، وانضمامه إلى فرقة التمثيل المدرسية التي قدّمت أعمالاً تاريخية وكان أول ظهور له حينها بدور هارون الرشيد.

التحق بـ"معهد الموسيقى والدراما" وابتدأ منذ خمسينيات القرن الماضي التمثيل في عدد من الأعمال المسرحية، وكانت له تجربة خاصة مع "الاتحاد النسائي" حيث كان من الداعمين لدخول المرأة المسرح؛ تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً؛ من خلال مجموعة من العروض التي أداها في تلك الفترة.

عمل حجازي في الإذاعة القومية منذ إنشائها عام 1963، وكان مهتماً في البرامج التي أعدّها وقدّمها بالتراث والذاكرة الشعبية وأبرزها "حكايات سودانية: صورة وكتابة"، وعكس اهتمامه في توثيق تاريخ مدينته منذ تأسيسها في القرن الساس عشر، إذ احتوى بيته في المدينة العتيقة متحفاً يضمّ مقتنيات ووثائق لأبرز شخصياتها العامة ورموز الحركة الصوفية فيها.

ينتمي الفنان إلى الجيل الثاني من الفنانين السودانيين الذين درسوا الدراما في أكاديميات متخصّصة، وساهموا في تشكيل فرق مسرحية وفنية وموسيقية، ومن أبرز مسرحياته "مدير ليوم واحد" التي ظلّت تعرض لسنوات عدّة، و"ضريح ود النور"، و"سنار المحروسة"، و"نبته حبيبتي"، و"الزوحي ود حامد الغرباوي"، و"العباس"، و"الملك نمر"، كما ساهم في إنشاء المواسم المسرحية التي انطلقت عام 1976.

شارك حجازي في العديد من المسلسلات التلفزيونية، منها "موت الضأن مع الفاضل سعيد"، و"طاير الشفق الغريب"، و"السرف"، إضافة إلى العديد من التمثيلات والبرامج التربوية الموجّهة للأطفال، ونال العديد من التكريمات والجوائز لدوره في تطوير الحركة المسرحية والدراما الإذاعية والتلفزيونية في السودان.