"حكايات عربية وألمانية: ثقافة عابرة للحدود" عنوان المعرض الذي يُفتتح في "مكتبة قطر الوطنية" صباح السابع عشر من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الثامن عشر من آب/ أغسطس المقبل، حيث يرصد كيف نشأت أبرز الحكايات في الثقافتين العربية والجرمانية (والغربية عموماً) من جذور مشتركة، وكيف تطوّرت لتعكس ظروف المجتمعات التي تحتضنها وتعبّر عنها.
يأتي المعرض ضمن مشروع مشترك بين المكتبة ومجموعة المتحف المصري وورق البردي في "متحف الدولة" في برلين، و"أكاديمية الشباب العربي - الألماني للعلوم والإنسانيات"، ويسلّط الضوء على مخطوطات نادرة وكتب مطبوعة وصور ورسومات وغيرها من المواد التاريخية من مقتنيات لدى المنظّمين، إضافة إلى مواد أخرى مستعارة من جهات ألمانية أخرى.
تضمّ المعروضات قصصاً مكتوبة على ورق البَرْدِي مثل قصة "سنوحي"، التي يعود تاريخها إلى عهد الأسرة الفرعونية الثانية عشرة (حوالي 1900 قبل الميلاد)، وملحمة جلجامش مكتوبة على لوح بالخط المسماري من القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقصصاً من حكايات "ألف ليلة وليلة" الشهيرة من الموروث الشفهي للتراث العربي قبل أن تصبح مصدر إلهام للكتاب الأوروبيين، حيث اقتبسوا منها وأضافوا إليها، مثل الأخوين غريم، ونصوصاً باللغة العربية بخط الشاعر الألماني الشهير يوهان فولفغانغ فون غوته.
تشير سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لـ"مكتبة قطر الوطنية" إلى أن "المعرض يركّز على أبرز القصص والحكايات التي تعكس امتزاج القصص وتماهيها بثقافة الشعوب التي تنتقل إليها، سواء في العالم العربي أو في الغرب الأوروبي".
تضيف "في حكايات "ألف ليلة وليلة"، نجد أنفسنا أمام إطار سردي كلاسيكي تحكي شهرزاد من خلاله قصة جديدة ليلة بعد أخرى لكي تتجنب القتل في الصباح، وكانت حكاياتها توليفة من التراث الهندي والفارسي والعراقي والسوري والمصري. وظهرت هذه الحكايات باللغة العربية في بغداد قبل القرن التاسع الميلادي، بعد ترجمتها من الفارسية، مع استخدام أماكن وأسماء عربية بدلاً من الفارسية".
يتطرّق المعرض إلى بعض من أوائل الحكايات المسجّلة في التاريخ، وهي الحكايات والأشعار المكتوبة على أوراق البردي في الحضارة المصرية القديمة. ويُبرز المعرض مخطوطات من العصور الوسطى تحكي سيرة النبي محمد، وقصة أصحاب الكهف الواردة في القرآن.