خروج صاحب "قشة البحر" يأتي هذا المرة ضمن "عفو سلطاني"، ما يعني إنهاء الأحكام القضائية التي أصدرتها ضدّه "المحكمة الابتدائية" في مسقط عام 2016، والتي عادت لتثبتها "محكمة الاستنئاف" منذ أكثر من شهرين، والتي تقضي بسجنه ستة أشهر مع غرامة مالية بلغت ألف ريال عماني.
وكان حبيب قد أمضى الفترة الماضية في "مركز الإيواء" في "سجن سمائل المركزي"، وهو القسم المخصّص للمحكومين مدةً أقل من عام، والذي لا تتوفر فيه مرافق لائقة وطعام جيد.
وقد انطلقت حملة تضامن شارك فيها مجموعة من المثقفين العرب بالتوقيع على بيان طالبوا فيه السلطات العمانية بالإفراج الفوري وغير المشروط، عن الكاتب عبد الله حبيب، على خلفية كتابته المنشورة منذ عامين، والتي دعا خلالها إلى الكشف عن أماكن دفن جثامين كوادر ثورة ظفار الذين أعدمتهم السلطات العُمانية في سبعينيات القرن الماضي.
طالب المنشور بـ "الإفصاح عن أماكن دفن الشهداء الذين تم إعدامهم ("مجموعة 72" و"مجموعة 74") حيث أن الجبهة الشعبية قد انتهت ولم تعد مصدر تهديد سياسي أو عسكري للسلطة"، وهو الأمر الذي ترفضه السلطات العُمانية وتعتبر الحديث عنه محظوراً رغم مرور أكثر من 43 عاماً على قمع ثورة ظفار وإخمادها.
يُذكر أن حبيب، الحاصل على شهادة في الدراسات النقدية السينمائية من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتّحدة عام 2005، يجمع بين كتابة الشعر والسرد والترجمة والنقد والإخراج السينمائيين والعمل الأكاديمي، كما أخرج عدداً من الأفلام القصيرة هي "شاعر"، و"حلم"، و"رؤيا"، و"تمثال"، و"هذا ليس غليوناً"، كما يعتبر من أبرز نقاد السينما في الخليج العربي.
من مؤلّفاته "صورة معلّقة على الليل (1993)، و"قشّة البحر" (1994)، و"ليلميّات" (1994)، "مساءلات سينمائية" (2009)، و"أنامل زغبى على عزلة الشاهدة"، و"قنديل بعيد عن الشمس" (2016).