عنوان المعرض هو اسم مقام موسيقي عراقي يختلف عن غيره من المقامات الأخرى بمرونته الروحية العالية، ففي حين تكون باقي المقامات ثابتة من حيث تركيبها وطريقة عزفها، فإن عازف هذا المقام يحدد الألحان التي يؤديها وفقاً لذوقه الشخصي مستخدماً جُمَلاً لحنية من مقامات مختلفة، في إسقاط على تجربة المهداوي التي تداخلت فيه مؤثرات عديدة أسهمت في تطورها.
يوضّح بيان المنظّمين إلى أن "أعمال الفنان لا تهدف فقط إلى تخليص فن الخط العربي من الهيبة الجامدة التي تُثْقِل كاهله وتحول بينه وبين إبداعات محبيه، بل وتهدف كذلك إلى تركيب الحروف مع بعضها بشكل غير تقليدي وغير متعارف عليه لتبدو مزيجاً متراقصاً من الأشكال والرموز كما لو أنه شعر أدبي مجرد يعبر عن التساؤلات الإنسانية العميقة المتعلقة بالهوية والوجود".
ويشير إلى أن "أول معرض أقامه الفنان عام 1967 في "غاليري يحيى" في بلاده تحت عنوان "أورا بوبيولاريس" مهدت لظهور مذهب التجريد الخطي الذي كُرِّسَ فيما بعد كمذهب فني على أرض الواقع".
للمرة الثانية تستعاد تجربة المهداوي خلال شهور، إذ اختتم نهاية آذار/ مارس الماضي في "رواق المرسى" في تونس العاصمة، معرض حوالي خمسين عملاً تتنوّع بين المنسوجات والتصوير والرسم والخط والنحت، تمثّل متخبات من أعماله خلال حوالي خمسين عاماً.
وفي مختلف أشكال الفن التي قدّمها، يبرز منظوره الخاص في التعامل مع نصوص التراث والشعر والقرآن التي اتكأ عليها في تقديم أشكال فنية مختلفة، عبر تحرير الحروفيات من مرجعياتها القديمة التي لا تبتعد معظمها عن تأطيرها كأيقونات، بينما هو يراها جزءاً من الواقع وعنصراً أساسياً من عناصر تكوينه قادراً على حمل معانٍ وثيمات متجدّدة، حيث لم يجد حدوداً أو فواصل بين الخط وسائر الفنون سواء في لوحته، أو تصميمه أغلفة الكتب الأدبية، وفي تجاربه على النسيج والطبول والزجاج والجلد والخشب والذهب والنحاس والطائرات، وصولاً إلى تصميم الأزياء.