منذ انطلاقتها مؤخراً، وجه انتقاد لـ مدينة الثقافة التونسية بأنها قد تساهم في تمركز الحدث الثقافي في تونس العاصمة، في حين تسعى المؤسسات والجهات الثقافية المختلفة الأخير إلى فتح آفاق الفعل الثقافي خارج العاصمة وإغناء المشهد الإبداعي في كل المدن التونسية.
غير أن "مدينة الثقافة" أقامت مع برنامجها الرمضاني فعالية "ليالي الجهات" التي حاولت أن تعبّر من خلالها عن أن وجود مدينة الثقافة في تونس، لا يمنع أنها ستساهم في تفعيل المشهد الثقافي في المناطق المختلفة من البلاد، عن طريق إتاحة الفرصة لـ الفرق المسرحية التونسية والمواهب الشابة والمعارض الفنية والفرق الشعبية من أي مدينة تونسية لأن تستخدم هذا الفضاء وتكون حاضرة عليه بشكل منتظم.
رغم أن التظاهرة تبدو موسمية ومتعلقة بالبرنامج في رمضان، لكن لعلها تكون بداية لتظل المدينة فاعلة في هذا الاتجاه طيلة العام، وأن تبقي على الحراك الثقافي بين المدن متنقلاً من العاصمة وإليها.
في هذا السياق، تختتم الليلة تظاهرة "ليالي الجهات" التي تقف فيها مدينة الثقافة في تونس عند مشروع "مدن الفنون"، الذي أطلقته وزارة الشؤون الثقافية ويمتد على عدة سنوات ويسعى إلى بعث فضاءات ثقافية في كل المناطق التونسية.
حفل الليلة يحتفي بمدينة القيروان ويضم عدة فعاليات من الفنون الركحية والعروض الموسيقية والفنون الشعبية، حيث تتواصل العروض حتى ما بعد منتصف الليل.
من جهة أخرى ينظم "قطب الباليه والفنون الكوريغرافية" غداً عرض "هكذا يرقص الراعي" للباليه التونسي الجديد، وهو كوريغرافيا من تصميم كريم توايمة.
وكان البرنامج قد تضمن عروض "حالة طوارئ"، و"1 انتهى"، و"نزوة"، و"المواسم الأربعة أو عرس الذيب" مع باليه أوبرا تونس، كوريغرافيا إيميليو كالكانيو، وأوركستر غرفة موسيقى المواسم الأربعة لفيفالدي.
يذكر أن برنامج مدينة الثقافة الرمضاني المخصّص لـ "قطب الموسيقى والأوبرا"، اختتم أمس بحفل لفنان المالوف التونسي زياد غرسة، وكان قد انطلق في منتصف رمضان وتضمن حفلات موسيقية وعروض أدائية موسيقية هي: "حضرة" لفاضل جزيري، و"سلامية" لأحمد جلمام، و"ليلة الحب الصوفي والدوراويش المولوية" لفرقة المولوية للشيخ حامد داود. أما برنامج "مجالس المالوف" فشمل حفلات لفرق "الرشيدية" و"مالوفجية تستور"، و"الولادة للمالوف والأغاني الاصيلة".