تنطلق فعاليات "اللقاء الدولي للمسرح الارتجالي" في مدينة وهران الجزائرية، مساء الخميس المقبل وتتواصل حتى الثاني عشر من تشرين الثاني/ يناير الجاري بتنظيم من جمعية "درول مادير" (Drôles-Madaires) المسرحية.
يشارك في الدورة الرابعة من التظاهرة فرق من تونس وفرنسا وسويسرا، إلى جانب فرق من البلد المضيف، وتتوزّع العروض بين "مسرح وهران الجهوي" و"مركز بيار كلافري"، حيث يُقام حفلا الافتتاح والاختتام.
تتنافس العروض على جوائر المهرجان التي تضم جائزة أفضل ممثّل ارتجالي التي تُمنح بناءً على تصويت الجمهور، إلى جانب جوائز "المايسترو" وأفضل فرقة.
يُعد المهرجان من التجارب القليلة عربياً في هذا النوع، حيث لا يزال مسرح الارتجال يخطو خطواته الأولى في المنطقة، مع اختلاف في مستوى التجارب وعمرها بين بلد وآخر، غير أن هذا النوع من المسرح انبثق من الفن الأدائي وعادة ما يقدم الكوميديا، لكن هذا لا يعني عدم وجود تجارب دراما مختلفة في هذا السياق.
يرتبط فن الارتجال بحرية التعبير بشكل أساسي، وإلا فإن مضامينه تكون معرّضة إلى السقوط في دائرة التهريج، ويقتضي عدم الاحتكام إلى أشكال الرقابة المختلفة والحذر منها. ربما لذلك تأخّر ظهوره في معظم البلاد العربية، حيث تحتاج العروض الفنية الجماهيرية غالباً إلى موافقات أمنية قبل تقديمها، وتخضع لأشكال رقابة رسيمة واجتماعية يكون الارتجال معها مسألة معقّدة.
بشكل عام، نجد المسرح الارتجالي مكوّناً أساسياً في الثقافة الفرنسية والكندية والبريطانية على سبيل المثال، وغالباً ما يكون شكلاً من المسرح السياسي التهكّمي، حيث انتقاد الأداء الحكومي إلى جانب انتقاد بعض الممارسات الاجتماعية.
من جهة أخرى، فإن عروض الارتجال تعتمد على تفاعل الممثّلين واحترافيتهم الكبيرة وقدرتهم على ابتكار العرض وتطويره على الخشبة بمهنية، غير أن المعاهد المسرحية العربية غالباً ما تستعمل الارتجال لتدريب الممثّلين المسرحيّين.
في هذا السياق، تحاول الجمعية المؤسّسة للتظاهرة أن تنسّق بين عدّة جهات بهدف تكوين رابطة لهذا النوع من المسرح، ويقول السيد بن داود أحد مؤسّسي الجمعية، إنها تسعى منذ أشهر إلى تحقيق هذا الهدف بإنشاء "رابطة وطنية للمسرح الارتجالي"، ولكن دون وجود عشرة فرق على الأقل من مختلف جهات البلاد وولاياتها، يبدو الأمر مستحيلاً.
نجحت "درول مادير"، التي تأسّست عام 2012، في تشكيل فرقة في تلمسان وتعمل على أخرى في الجزائر، وتعتزم القيام بجولات لتقديم عروض وورش تدريبية في مختلف مناطق الجزائر خلال ربيع 2019.