يضم "متحف بوده" في برلين مجموعتين رئيسيتين من المقتنيات؛ الأولى تتضمّن منحوتات أثرية من العصر البيزنطي، والثانية مجموعة من القطع النقدية من مختلف العصور والحضارات من كل أنحاء العالم.
إضافة إلى ذلك يضم المتحف "غاليري غاميلدو"، وفيه بعض اللوحات والأعمال الفنية، التي تشكل مسحاً لفن الرسم الأوروبي من القرن الثالث عشر إلى الثامن عشر، ويحتوي العديد من اللوحات التي تعد من أهم الأعمال في تاريخ الفن.
مؤخراً قام "متحف الفن الإسلامي" في برلين بتنظيم مبادرة بعنوان "ملتقى: لقاءات في المتحف" تحت شعار "الوافدون الجدد كأدلاء في متاحف برلين" بالتعاون مع مجموعة من السوريين والعراقيين المهاجرين في برلين والمهتمين بالآثار والفنون وتوثيق الإرث الحضاري للمنطقة الموجود في متاحف ألمانية.
من هذه الجولات تلك التي سوف تقام في "متحف بوده" وتستكشف مجموعة الفن البيزنطي والعملات فيه، عند الثالثة من مساء كل سبت اعتباراً من الرابع من كانون الثاني/ يناير المقبل وحتى نهاية العام، وهي جولة باللغة العربية.
يضم جناح الفن البيزنطي في المتحف مقتنيات لأعمال فنية قديمة وأخرى بيزنطية تعود إلى القرن الثالث وصولاً إلى الخامس عشر ميلادي، من منطقة البحر الأبيض المتوسط القديمة، إلى جانب مجموعة من التوابيت الحجرية التي يعود بعضها إلى ما قبل المسيحية.
كذلك يتضمن الجناح قطع نحت تصويرية وزخرفية من الإمبراطورية الرومانية الشرقية، ومنحوتات عاجية ولوحات فسيفسائية، فضلاً عن قطع يومية ودينية من مصر الفرعونية.
أما جناح العملات النقدية، فيضم أكثر من نصف مليون قطعة، ضمن واحدة من المجموعات الأكثر أهمية للعملات في العالم، ويشمل إلى جانب العملات المعدنية والميداليات، الأختام وأدوات السك، حيث يعرض تاريخ البشرية في المعادن من بدايات العملات المعدنية في القرن السابع قبل الميلاد إلى العملات المعدنية في الوقت الحاضر.
الجولات التي ستقوم بها مبادرة "ملتقى" ستشمل أربعة متاحف مختلفة، وسوف يتم التركيز، بحسب القائمين، على المقتنيات والتراث السوري والعراقي الموجود في هذه المتاحف.
من جهة أخرى، سيتم التعريف بتاريخ وثقافة ألمانيا، مع الإشارة إلى الأزمات التي مرت بها وكيف تخطتها ونهضت، والتنويه بالعلاقات التاريخية والثقافية بين ألمانيا وسورية والعراق.
يهدف مشروع "ملتقى" من خلال جولاته في المتاحف إلى خلق علاقة جديدة بين الزوار والمتحف: المتحف كمكان للتفاعل وربط التاريخ بالحاضر، حيث لا يشكل المتحف مكاناً للتعمق بالتراث وحسب وإنما أيضاً مكاناً للحوار الحضاري والتبادل الثقافي، وفقاً لبيان القائمين على المبادرة.
تقام الجولات العربية كل سبت وأربعاء حتى نهاية العام المقبل في ثلاثة متاحف إلى جانب "بوده"؛ وهي "الفن الإسلامي"، و"الشرق الأدنى في متحف بيرغامون"، و"متحف التاريخ الألماني".