تحت عنوان "لفافة أوراق الأرابيسك" تلقي الأكاديمية الماليزية هبة بركات محاضرة اليوم في "الجامعة الأميركية" في القاهرة، تتناول فيها قصة الأرابيسك مستندة إلى مصادر تاريخية من القرنين السادس عشر والسابع عشر، كما تعرض خلال المحاضرة مجموعة من أهم نماذج الأرابيسك التاريخية باستخدام الشرائح المصورة.
تتطرّق رئيسة قسم تنظيم المعارض الفنية في "متحف الفنون الإسلامية" في ماليزيا، إلى الأرابيسك بوصفه نموذجاً نباتياً ينبثق من لفافة أوراق دائمة، وهو أحد أكثر الفنون الإسلامية المعمارية أصالة، رغم أنه اتسع بعد ذلك من العمارة وبات يدخل في الأثاث وديكور المنزل بل وتسرّبت الأشكال النباتية إلى المنسوجات والسجاجيد أيضاً وفي بلاد فارس كانت تدخل هذه النقوش في تزيين دروع المحاربين، بل إن بعض الكتب مثل صحيح البخاري، تضمّ صفحاتها وأغلفتها الشكل الأرابيسكي نفسه.
ازدهر هذا الفن وفقاً للباحثة، في القرن التاسع عشر، حيث بدأت اسطنبول تستعمل فنانين عرب من مصر وبلاد الشام لتنفيذ الأرابيسك في قصور السلاطين والأمراء.
ثمة قصص مختلفة عن قسر حرفيي الأرابيسك على ترك بلادهم والسفر إلى المدينة التركية للعمل، ووصفتهم بعض المصادر بأنهم "أسرى فن" على غرار "أسرى حرب"، إذ إن بعضهم كان يمنع من العودة بعد أن ينجز عمله لأسباب مختلفة.
كان انتشار الفنون السلجوقية قبل العصر العثماني في المنطقة العربية أحد أسباب ازدهار الأرابيسك، حيث انتشر في القصور والبيوت والمساجد، كما ساهم في زيادة الإقبال على هذا الفن انتشار المدارس والورش التي تعلمه.
من جهة أخرى، كان العامل الأساسي في شيوع الأرابيسك اهتمام السلاطين والطبقات الثرية بالفنون في تلك الحقبة، رغبة في تزيين قصورهم، حيث كان فن الأرابيسك في العمارة جزءاً من المظهر الاجتماعي المصاحب للطبقة، خصوصاً في الأندلس والمغرب ومصر وسمرقند والأناضول.
تخلو رسومات الأرابيسك من تصوير الإنسان أو الحيوانات، وتقتصر على النباتات لأسباب دينية، ومن الأدوات الأساسية لإنتاج مشغولات الأرابيسك الخشب والأبنوس والعاج والباغ والألوان والبراجل وغيرها من قائمة الأدوات ذات الأسماء الخاصة بهذه الحرفة/ الفن التي تعرف اليوم ما يشبه الانقراض.