تختلف المسارح العربية في مدى شجاعتها في التعامل مع قضايا المرأة على الخشبة، لا سيما تلك التي تثير الجدل الديني وتستفز الاجتماعي والذكوري حولها، وربما يكون المسرحان اللبناني والتونسي سبّاقين في هذا المجال.
بالتزامن مع "يوم المرأة العالمي"، الثامن من الشهر الجاري، ينطلق "مهرجان لبنان المسرحي الدولي لمونودراما المرأة"، ويتواصل حتى 12 منه، بتنظيم من "مسرح إسطنبولي" و"جمعية تيرو للفنون"، حيث تقام العروض في مدينة صور بمشاركة مسرحيات من مصر وتونس وإسبانيا والبرتغال والمكسيك.
تحمل الدورة الأولى من التظاهرة اسم المسرحية سهام ناصر التي رحلت في كانون الثاني/ يناير الماضي، وهي ممثلة ومخرجة مسرحية ولدت عام 1950 ودرست التمثيل والإخراج في واشنطن، وأعدت أطروحة في المسرح، وأصبحت أستاذة التمثيل في معهد الفنون التابع للجامعة اللبنانية في الثمانينيات.
أخرجت الراحلة عدة مسرحيات، أبرزها "الجيب السري"، وحصلت على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في "مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي" عام 1992. غالباً ما استندت ناصر في نصوصها إلى أعمال بيكيت، وكثيراً ما وظفت موسيقى أغنيات أم كلثوم في مسرحها.
كانت ناصر من المسرحين الرافضين لدخول التقنية والتكنولوجيا والميديا إلى المسرح، كبديل عن الممثل بجسده وأدائه، وتعد رائدة في مسرح العبث في لبنان.
أما أعمال المونودراما الحاضرة فهي "كيف أنك؟" لـ آمال العويني من تونس، و"بلا معنى" للمخرجة منار الزين وتمثيل وسام أسامة من مصر، و"عالدقة" لفاطمة دياب من لبنان، و"مانيفستو بات" لـ مارين تيرابو كواتوزيا من إسبانيا، التي يشارك منها أيضاً عرض "داندو آيل كانت" من إخراج إليسا نينيو وتمثيل نيريا غوميز.
أما من البرتغال فيحضر عرض "لا تزال على الطريق" من إخراج أنا بالما وتمثيل ماريا جواو فيسينتي، ومن المكسيك تحضر مسرحية "مشروع السمكة" لـ لوسيرو هيرناندز أريويلا.
تتنافس العروض ضمن المسابقة الرسمية على خمس جوائز هي: أفضل ممثلة، وأفضل إخراج، وأفضل نص، وأفضل عرض متكامل، وأفضل سينوغرافيا.
ينظم المهرجان أيضاً "مؤتمر لبنان المسرحي الأول"، ويتطرّق المشاركون فيه إلى عدة محاور هي: أزمة المسرح في لبنان، وأهمية كسر المركزية الثقافية، ودور المسرح في الوعي والتغيير.
كما تعقد ندوة عن المرأة في المجتمع اللبناني بتنظيم من لجنة "حقوق المرأة في لبنان" وجمعية "لجنة الأمهات"، وتقيم "جمعية بيت المرأة الجنوبي" معرضاً للحرف اليدوية.