في هذا السياق، تأسّست فرقة "تجلّي صوفي" عام 2015 عبر صدفة جمعت أربعة عازفين ومؤدّين سوريين ولبنانيين من خلفيات موسيقية مختلفة، هم نذير سلامة على الغيتار، وطارق بشباش على الكلارينيت وزكريا العمر الذي يؤدي النصوص المنتقاة بصوته ويعزف على العود، وعبودي جطل على الطبل.
تقيم الفرقة عند التاسعة والنصف من مساء الخميس المقبل، التاسع من الشهر الجاري، عرضاً بعنوان "عابر سبيل" على خشبة مسرح "مترو المدينة" في بيروت، تقدّم خلاله مجموعة من القصائد المنتقاة لمولانا جلال الدين الرومي، ورابعة العدوية والحلّاج وغيرهم.
توضّح "تجلّي صوفي" رؤيتها للموسيقى الصوفية اليوم بأنها لا تعني "الدينية أو الإسلامية"، بحسب تصريحات سابقة، ولكنها باتت تعني شكلاً موسيقياً محدّداً، والروحانية لا تقتصر على هذا النوع من الموسيقى، فهناك من يجد روحانيته في الروك أو أي شكل موسيقي آخر، بمعنى أن الأصوات الموسيقية تتصادى مع شيء في ذات المستمع.
وتجمع أغاني الفرقة التي اختارت اسمها في إحالة إلى أعلى مرحلة التوحد والعشق والحس والحساسية، بين روح الموسيقى العربية والهندية والأندلسية والمغاربية، وبشكل أكثر تحديداً ثمة مسحة من الغناء الحلبي و"الأمانيات" الشهيرة التي يعرفها الغناء التركي أيضاً، كما تقدّم بعض هذه القصائد الصوفية بقالب حديث وعصري، خلفيتها موسيقى الجاز أو البلوز وغيرها.
أعاد أعضاؤها غناء نصوصٍ معروفة في التراث العربي بلحن وأداء جديديْن مثل "والله ما طلعت شمس ولا غربت"، و"ياربي إن عظمت ذنوبي"، و"من لحاظك كم بدا لي"، كما قدّمت مقطوعات خاصة لها مثل "أرواح بعد منتصف الليل"، و"ألف"، و"كان"، ونشرتها تباعاً على قناتها في يوتيوب خلال العامين الماضيين.