تتميّز الموسيقى الجزائرية بتعدُّد طبوعها التي يرتكز كلٌّ منها في منطقةٍ أو مناطق محدّدة؛ مثل الأندلسي بتفرّعاته في قسنطينة والجزائر العاصمة وتلمسان، والشعبي في العاصمة، والراي في الغرب، والشاوي في الشرق، والنايلي في الجلفة، والكناوي في الجنوب، والبدوي في الغرب والجنوب، والموسيقي القبائلية في منطقة القبائل.
إضافةً إلى ذلك، تبرز طبوعٌ موسيقية تأخذ أسماءها من أسماء مدن بعينها؛ مثل العاصمي في العاصمة، والسطايفي (السراوي) في سطيف شرق الجزائر، والوهراني في وهران غرب البلاد.
في السنوات الأخيرة، بات لكلّ طابع موسيقي مهرجانه الخاص، ومُعظَم تلك المهرجانات تُقام بتنظيمٍ من وزارة الثقافة، ومِن بينها "مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية" الذي تأسّس سنة 2007 في مدينة وهران كتظاهرة تُعنى بهذا النمط الموسيقي الذي يُرجع باحثون ظهوره إلى سنوات الأربعينيات، متأثّراً بالموسيقى العربية التقليدية.
يومَ السبت المقبل، تنطلق الدورة الثانية عشرة من المهرجان في "المسرح الجهوي عبد القادر علّولة''، وتستمر حتى الرابع والعشرين من تمّوز/ يوليو الجاري، بمشاركة فنّانين من وهران وخارجها؛ من بينهم: هوّاري بن شنّات، وبارودي بخدّة، وسعاد بوعلي، وحورية بابا.
يتضمّن برنامج التظاهرة، أيضاً، عروضاً في الطابع البدوي لفرق متخصّصة في هذا النوع الموسيقي قادمةٍ من مدن في الغرب الجزائري؛ مثل وهران وغليزان والشلف وتيارت ومستغانم.
أمّا جديدة هذه الدورة، فيتمثّل في استحداث جائزة باسم الفنّان بْلاوي الهوّاري (1923-2017)، الذي يُعدّ، إلى جانب أحمد وهبي (1921 - 1993)، أبرز فنّاني الأغنية الوهرانية، وكان للاثنان دورهما في تطويرها ومنحاها طابعاً عصرياً.
غنّى الهوّاري ولحّن قرابة 500 أغنية، ومعظمها أعاد فنّانون معروفون تأديتها؛ كما هو الحال بالنسبة إلى أغنية "بختة" التي أعادها خالد حاج إبراهيم (الشاب خالد)، وحقّقت انتشاراً عالمياً.
ويتنافس على الجائزة، التي تبلغ قيمتها قرابة 500 دولار أميركي، مغنّون هواة يُشاركون في المهرجان بعد اجتيازهم تصفياتٍ نُظّمت خلال الأسابيع الماضية.